كلّه من التسوية .. / عبدالمجيد المجالي

عبدالمجيد المجالي
من الأشياء المضحكة أو المؤلمة في الأردن أن المسؤول لا يحفر إسمه في ذاكرة الناس بفضل إنجازاته وإنما من خلال سقطاته، فآخر إنجاز سجلناه كان عام 400 قبل الميلاد عندما أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان آنذاك عن إنتهاء أعمال النحت في البتراء، أما السقطات فهي مثل عدد المواليد في مصر : أربعة كل دقيقة وعلى مدار الساعة !!

منذ تولي الدكتورة ريم أبو حسان حقيبة وزارة التنمية الإجتماعية لم تلفت إنتباهي (معاليها) سوى مرتين : الأولى قبل سنتين تقريباً عندما ضربت الأردن عاصفة ثلجية فقالت أن الشعب الأردني “وجهه مصقع” ، والثانية خلال العاصفة المطرية التي غرقت فيها عمان قبل يومين فقالت لأحد المواطنين المنكوبين ” ومين قلك تسكن بتسوية ” .. لاحظوا أن معاليها مثل (الكستناء) تنشط في الشتاء وتغيب بقية الفصول !

حين شاهدت الفيديو الذي زعم فيه المواطن المنكوب أن الوزيرة أنبته لأنه يسكن في تسوية قلت في نفسي : ربما أنه بهر الموضوع قليلاً ، لكن عندما خرج عقل بلتاجي على شاشة التلفزيون الأردني مرتدياً ثوب الإستفزاز ليؤكد أن الوافد المصري يحمل مسؤولية غرق طفليه كونه تركهما في التسوية تبين لي أن ثمة إجماع رسمي على أن المشكلة في التسوية لا أكثر ولا أقل ، بينما عمان (فوق التسوية )كانت تمام التمام !!
عاصمة كنا نباهي بها الدنيا تغرق وتتشقق شوارعها خلال نصف ساعة فقط والأخ عقل بلتاجي يهون الأمر ويحتج على كلمة غرقت حتى لا يطفش الناس من عمان !!

يا ناااااااااس يا هووووووووو :

مقالات ذات صلة

عاصمة تغرق وأرواح تزهق وبيوت نُكبت ولا جهة تخرج لتعتذر وتتحمل مسؤولية ما حصل ، بل ويلقى اللوم على المواطن (ملعون الحرسي) الذي ترك كل الدنيا وقنع بالتسوية !!

سامحونا يا علية القوم ، كنا نتمنى أن نسكن القصور المنيفة أو حتى البيوت التي تصلح للعيش كيفما إتفق ،لكنها محسوبيتكم وشلليتكم ووجودكم في أماكن لستم أهلاً لها منعتنا من ترجمة أحلام تعتبر في قواميس الشعوب الآخرى أبسط الحقوق !!

سامحونا لأننا لم نعترض على الواسطة التي ظلمت من يستحق ورفعتكم وأنتم لا تستحقون، سامحونا لأننا سكتنا على الفساد المتعاقب والتسيب المتتابع والإستهتار المتوارث !!


وسامحونا لأننا قبلنا لبلد عالٍ مثل الأردن أن يديره مسؤولون (تسوية ) !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سلمت اناملك ..
    قالوا يا فرعون مين فرعنك؟قال ما لقيت حدا يصدني ..نحن من سمحنا لهم بالاستهتار بقيمة المواطن والاستهزاء به!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى