مافيا الغذاء والدواء الفاسد

مافيا الغذاء والدواء الفاسد
د. قــدر الدغمـي

في ظل الجهد الكبير للدولة وخاصة الكوادر الطبية للحد من انتشار وباء كورونا، مرة اخرى يضرب الغذاء الفاسد ضربته ولكن هذه المرة لأكثر المناطق فقرا، فهل وصلنا يا ترى إلى درجة تعودنا فيها على الفساد بكل أنواعه واشكاله وفي كل الظروف ، وهل اصبحت ارواح الناس لا قيمة لها .؟ ألا يكفي سكان هذه المناطق المعدمة معاناتهم من آفة الفقر والبطالة وفقدان الخدمات وتلوث البيئة، وفوق هذا وذاك يقدم لهم غذاء فاسد لا يصلح للاستهلاك البشري.
من المعروف أن غش المواد الغذائية لبعض التجار من ذوي الأنفس المريضة موضوع قديم جديد خاصة تلك التي لا تلتزم ولا تتقيد بمطابقتها للمواصفات وعدم وضعها البيانات الصحيحة والسليمة عليها والإخلال في العوامل المكونة لها، فهذه تشكل جريمة يعاقب عليها القانون بغض النظر عن جسامة الفعل الناتج عنها، كيف وأن أدت إلى وفاة كم حدث .؟.
إن قيام بعض الجهات والمؤسسات الحكومية بالموافقة على ادخال مثل هذه المواد الغذائية ممن تكون منتهية الصلاحية وخاصة تلك التي تعرضت للتلاعب بتغيير تاريخ صلاحيتها يجعل من تلك الجهات تحت شبهة الشريك في الفعل الجرمي مالم يثبت عكس ذلك، كما وانه يجب تحديد وتوجيه تهمة الفساد الإداري إلى كل مسؤول مهما كان حجمه ممن سهل أو تغاضى أو وافق على إصدار تلك الموافقات أو قام بتسهيلها وإدانتهم وتحويلهم إلى القضاء بتهمة الفساد.
يا ترى كم من الأطنان التي تم تسويقها من قبل مافيا الغذاء الفاسد واستهلكها الموطن البريء خلال السنوات الماضية، وهو لا يعلم عن مدى خطورتها وما تحتويه من سموم قاتلة بحجة رخص سعرها, ولا يعرف إن كانت تصلح للاستلال البشري أم لا .؟
للأسف بعض التجار غايتهم الربح السريع على حساب صحة والمواطن وغذائه، فلا يعنيهم كيف تكون الوسيلة لتحقيق ذلك الربح، وعلى الحكومة أن لا تكتفي بمخالفتهم أو تغريمهم غرامات مالية بل عليها أن تفضحهم وتعريهم وتكشف عن اسمائهم أمام الرأي العام ليكونوا عبارة لغيرهم، هذا بعد إغلاق منشآتهم وسحب تراخيصها، ومحاكمتهم مثل تجار المخدرات كون جرائمهم تعتبر بقصد العمد ضد المواطن والوطن وأمنه الغذائي.
إلى متى تبقى امعاء المواطن مكبا لنفايات الأغذية الفاسدة والأدوية المضروبة التي تتجار بها مافيا الغذاء والدواء الفاسد، والتي تغزو اسواقنا ليل نهار ومنذ زمن بعيد، عبر وكلاء ووكالات وتجار ورجال أعمال متنفذين وبكميات هائلة ومن مصادر شبه مجهولة، ويتم تهريبها وتخزينها بطرق غير صحيحة وسليمة وبعيدة كل البعد عن أعين الرقابة الصحية، ألا يكفي ما يعانيه المواطن من الأمراض المسرطنة التي سببتها الأغذية الملوثة والمشبع غالبيتها بالمبيدات والهرمونات والمضادات الحيوانية .؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى