عند العرب لا يتم التبرع بالسجادة إلى عائلة فقيرة إلا بعد أن يصبح نقش الزهرة المرسوم عليها من كثرة الغسيل والماء شجرة نخيل.. ولا يتم التبرع بجهاز التلفاز القديم الذي لازال يعترف بـ (غورباتشوف) رئيسا للاتحاد السوفيتي إلا بعد أن تختلط ألوانه ويصبح التمييز بين راغب علامة وعبدالفتاح السيسي بحاجة إلى تيلسكوب فيتم التبرع به لمتحف الآثار.. ولا يتم التبرع بالجاكيت إلا بعد أن تتوارثه ثلاثة أجيال من أفراد العائلة وقد يكون أول من ارتدى الجاكيت شارك في الحرب العالمية الأولى فيتم التبرع به إلى عامل النظافة.
أما مؤسس الفيسبوك (مارك) فقد قرر التبرع بنحو 45 مليار دولار من ثروته الشخصية إلى مؤسسة خيرية وذلك احتفاء بولادة ابنتهما الاولى (ماكس)!!
عندنا إذا المولود الأول (أنثى) بوز الأب يصبح مثل بوز طائرة الـ (ف 16) من الغضب، وإذا طلبت منه (الحلوان) قد تحتاج إلى عملية ترميم لأنفك.. أما إذا المولود لمسؤول كبير فيتبرع المسؤول مشكورا أن يتم إطلاق اسم المولود الجديد على المطار والميناء والطرق والجسور.. وكأن المسؤول يعلم مسبقا أن الاسم مستقبلا سيسد شهية الفقراء عن الغذاء وهذا لن يجعلهم في حاجة أحد!!
مارك البالغ من العمر 31 عاما يقدم من نفس طيبة 45 مليارا لمؤسسة خيرية.. وعندنا أصحاب ثروات إذا تم دعوتهم إلى زيارة مؤسسة خيرية للتبرع يعتذر بحجة أنه مصاب بالدسك، بعضهم أن تسحب من دمه أهون عليه من أن تسحب من رصيده!!
لا ننكر دور المؤسسات الخيرية، ولكن نتحدث عن أفراد ومسؤولين لا نريد منهم تبرعا بهذا الحجم لأننا نعلم إذا لم يكن تبرع الدم أمام كاميرات التصوير لا يتبرعون، ولكن، نريد أن تتبرعوا فقط بوقف السرقة بهذا الحجم حتى تتنفس الشعوب وتعيش!!