مارثون منتصف العمر / هبة أبوالرُّب

مارثون منتصف العمر
لا زلنا حتى يومنا هذا نستخدم مصطلح مارثون في مسابقات الجري عدواً
مارثون تلك المدينة الموجودة من زمن الاغريق حملت اسم هذه المسابقات لحدث تاريخي غريب ربطها باسم سباق الجري الى الابد .
حيث انه في الماضي وعندما كان الفرس يسيطرون على العالم تقريبا , وبعد هزيمتهم للبابلين والفراعنة قرروا التوجه لاحتلال اثينا كمركز لقوة الاغريق الاولى , بجيش يقارب السبعين الف مقاتل بعدد سكان اثينا كلها تقريبا .
و جيش الاغريق الذي لم يتجاوز العشرة الالاف مقاتل ( توجهوا بدورهم الى مارثون لقتال الفرس قبل وصولهم لاثينا , كان قتال غير متكافئ لكن الاغريق الذين تربوا على القتال والصبر استطاعو الانتصار , لكن بعد انت توجه الفرس لسفنهم متراجعين لاحظ قائد الجيش الاغريقي الذي لم يشغله التعب والاحتفال بملاحظة ان سفن الفرس لم تتوجه عائدة الا بلادها بعد الهزيمة بل توجهت لاثينا التي كانت تخلو من المقاتلين تقريبا وهذا ماجعلها وجهة ممتازة للحرب .
لكن ما اسعفه بأن المسافة بين اثينا ومارثون اقرب على الاقدام منها عن طريق البحر بالسفن , فكان على الرسول ان يركض من مارثون لاثينا ليخبر السكان للاستعداد قبل وصول الفرس .
وقد نجح بالوصول راكضا بكل سرعته حفاظا على حياته التي كانت ستنتهي لو وصل متأخرا وحفاظا على بلاده ووطنه .
وبالفعل حين وصل الفرس تراجعو قبل الوصول الى الميناء بعد ان وجدوا الاغريق بانتظارهم على الشاطئ للقتال .
وبهذا حصل الاغريق على انتصارهم بمعركة لم تكن متكافئة منذ البداية لكن العزيمة كانت اقوى من الهزيمة .
اشعر احيانا بان اعمارنا من البداية تحمل لنا معارك غير متكافئة , لا نملك فيها جنود حياتية كافية لمواجهة كل شيء .
وحتى لو انتصرنا في البداية , لا يجب ان يشغلنا تعبنا ويلهينا عن ازمة منتصف العمر .
وحدها القدرة على الجري في ذلك الوقت هي التي ستحمينا وتحمل لنا النصر .
نحن نجري طول الوقت لنصل الى وطن روحنا , ووحدها قدرتنا على السباق مع نفسنا ستستطيع حمايتنا من خسائر الهزيمة .
التعب واليأس في طريق الحياة عائق لوصلنا قبل فوات الاوان .

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى