ماذا يدور في فكر الأمير الحسن ؟
موسى العدوان
تعقيبا على السؤال الذي طرحته سابقا كما هو في عنوان هذه المقالة وعلى الصورة المنشورة لسموه، جاءت الإجابات مختلفة، قد يكون البعض منها قريبا من الواقع والبعض الآخر بعيدا عنه.
ولا شك بأن عملية تحليل ما يدور في فكر الآخر، هي عملية صعبة قد تصدق وقد تكذب. ولكن عبرتنا من التاريخ العسكري تقول : بأن الجنرال مونتغمري ( آنذاك ) قائد الجيش الثامن في شمل أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، كان يضع صورة خصمه رومل، قائد جيش المحور الذي يقابله، أمامه على الطاولة، ويحاول قراءة أفكاره، وتوقع الخطط العسكرية التي سيقوم بتنفيذها ضده والاستعداد لها.
وفي محاولتي للإجابة على السؤال المطروح أقول : أن سمو الأمير حسن الذي أمضى 34 عاما من عمره وليا للعهد، وسار على قدميه حاملا عكازه، يجوب مختلف مناطق الأردن ليلا ونهارا، يقطع الجبال والأودية في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، وفي سهول الأغوار والمناطق الصحراوية – والتي نالني نصيب منها – قد استعاد في مخيلته ومن خلال تلك الصورة المعبرة، شريط تلك الأيام مقارنة بهذه الأيام، فتذكر الأبيات التالية من قصيدة الشاعر الأردني حيدر محمود، في أواسط الثمانينات الماضية :
عفا الصفا . . وانتفى . . يا مصطفى * * وعلت ظهور خير المطايا شر فرسانِ
قد حكّموا فيه أفّاقين . . ما وقفوا * * يوما بإربد أو طافوا بشيحانِ
ولا بوادي الشتا ناموا . . ولا شربوا * * من ماء راحوب . . أو هاموا بحسبانِ
فأمعنوا فيه تشليحا . . وبهدلة * * ولم يقل أحد كاني ولا ماني
ومن يقول وكل الناطقين مضوا * * ولم يعد في بلادي غير خرسانِ
يا شاعر الشعب . . صار الشعب . . مزرعة * * لحفنة من عكاريت وزعرانِ
لا يخجلون . . وقد باعوا شواربنا * * من أن يبيعوا اللحى في اي دكانِ
فليس يردعهم شيء وليس لهم همّ * * سوى جمع أموال وأعوانِ
* * *
وعودة إلى الحقيقة أقول : أن كل ما سبق ذكره، ما هو إلاّ رجما بالغيب . . أو أحلام يقظة نهارية، نفتعلها نحن المراقبون عن كثب، دون أن نعلم صحتها. من يعلم ذلك . . هو سمو الأمير الحسن، صاحب الصورة المؤثرة. ونتمنى أن يفصح سموه عما كان يجول في فكره، عندما أخذت له هذه الصورة . . ليريحنا ويريح نفسه . . !