ماذا نحصد عندما يكون بذارُنا زُوانا ؟

ماذا نحصد عندما يكون بذارُنا زُوانا ؟
الدكتور #محمود_المساد
خبير تربوي

الزُّوان في اللغة المعجمية هو “عشب ينبت بين أعواد الحنطة غالبًا، حَبُّه كحَبِّها، إِلا أَن لونه أَسود أو أَصفر، وهو يخالط البُرّ فيكسبه رداءَة “. وفي لغة #الفلاحين هو ما يهبط تحت #الغربال عند هزّه بالقمح؛ بغرض تخليص حبات #القمح السليمة المقبولة من بذور الشيلم – الزُّوان- وحب القمح الهزيل غير الناضج، والحبات المتكسرة .
وعمليا يتخلص الفلاحون من الزوان ” ما هبط تحت الغربال ” في القمامة خارج البيدر؛ كي لا ينبت بعد المطر فيتعبهم في تعشيبه، والتخلص منه قبل أن ينضج، ويتكاثر في الموسم التالي.
والسؤال المهم هنا: هل وصلنا اليوم إلى تفضيل معيار #الزوان – zwan- في اختياراتنا للأعمال والموارد والقيادات، وقبولنا الزوان من #الإنجازات؟
الجواب بالتأكيد ” لا “. معاييرنا نحن عالية، وطموحاتنا كبيرة وعالية أيضا، لكن عيونكم لا ترى، وأنفسكم تعمر بالتشاؤم والسوداوية. وعندما يحكم فيها ذوو عقل، وفكر سليم محايد، فإنه يقيس إنجازاته استنادا لمؤشرات…. ويكشف ما تم الوصول إليه، ومن بين هؤلاء وأكثرهم أهمية هم من تم إبعادهم وتهجيرهم وتهميشهم؛ مع أنهم أصول شامخة…… يرون الزُّوان بأعينهم .
فمن الحوادث النادرة التي تصدر عن زوان، أن أحد #التربويين طلب من زوان تربوي مثله أن يقرأ مجموعة من الأوراق، والتصورات والأبحاث كتبها رموزٌ في الفكر، والرؤى والخبرة وقراءة المستقبل بحكمة؛ لتكون منجزا له يفتخر به كل ذي بصيرة، وتكون هاديا للتعليم والمستقبل. من دون أن يقرأ؛ لأن ما كتبه الخبراء لا يدركه حذف بحثين لتربويين من طراز رفيع على المستوى العربي، ووضع لنفسه ورقة من أرشيفه المهترئ الذي لا علاقة له بالمستقبل وقال: ها هو أنا ..
أيها الناس، لا تنزعجوا من الزُّوان مهما تكاثر وازداد عددا، فهو كالتبنِ الطيّار الذي يسقط وراء العواذر؛ لخفّته إذ لا وزن له، فتجده يتطاير مع أول هبّة ريح في موسم المطر النظيف.
تُرى لو تم إزالة الزُّوان من بين مسؤولينا، هل نفقد كل مسؤول، أم يبقى ١٪؜فقط؟ وسؤال آخر:
من يضع الزوان ويخفي قمح بلادنا؟
لك الله يا وطني!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى