ماذا عن خلفيات وابعاد الانفتاح الرسمي الأردني على دمشق !؟

ماذا عن خلفيات وابعاد الانفتاح الرسمي الأردني على دمشق !؟

هشام الهبيشان

لم يكن #الملف #السوري الحاضر بقوة بزيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن ،بالحدث والملف العابر ،فـ التحركات التي يرعاها #الأردن الرسمي ،ومحاولة تعزيز فرص التقارب من جديد بين واشنطن ودمشق، بعد حالة حرب معلنة وبوجوة متعددة ومازالت مستمرة تقوم بها واشنطن اتجاه دمشق ،فاليوم الأردن الرسمي يحاول جاهداً تعزيز فرص التقارب بين واشنطن ودمشق ، على الأقل لتوفير هامش مناورة له من جديد ،بالانفتاح المباشر على دمشق وبدون ضغوط من واشنطن ،لتخفيف الأعباء الاقتصادية التي يعيشها الأردن ،ولأستعادة دوره السياسي بالمنطقة ،بعد ان قامت ادارة ترامب وبعض القوى في المنطقه من تهميش وتحجيم لدور الأردن في مجموعة ملفات في المنطقة ،الأردن الرسمي بدوره وأخيراً قام باتخاذ قرار بفتح كامل لمعبر نصيب – جابر وبنشاط مرتفع جداً قريباً ،وهنا يبدو واضحاً ان دوائر صنع واتخاذ القرار السوري – الروسي ،راضية جداً وداعمة للدور الأردني الجديد ،فما قامت به موسكو مؤخراً من اتصالات متزامنة مع عمان ودمشق وتصريحات تصدرت أولوياتها ملف التسوية في سورية ، يظهر أن الأردن الرسمي قد انخرط فعلياً وبات معنياً بإنجاز تفاهمات مستدامة مع دمشق ،وفق رؤية الحل الروسية – السورية.

ومن ينظر لأبعاد وخلفيات ملف فتح معبر جابر – نصيب ،بعد تعثر فتحه واغلاقه لعدة مرات بسبب تعقيدات كان يفرضها الأمريكي على الأردن الرسمي ،سيدرك حقيقة أن الأردن ودوائر صنع القرار الأردني وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات بأت يقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج متغيرات ما يجري بعموم الساحة السورية عسكرياً وسياسياً ،فهذه المتغيرات بدأت تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي الأردني.

والواضح اكثر اليوم أن دوائر صنع القرار الأردني نجحت اليوم بالعمل مع الروس ،ونجحت بالتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات عسكرية وسياسية واقتصادية وشعبية للعمل على انجاز تسوية شاملة لملف العلاقات الأردنية – السورية وعلى كافة صعدها ، فدوائر صنع القرار الأردني تسعى لأستباق أي متغيرات عربية واقليمية ودولية ايجابية اتجاه سورية ، ولهذا تسعى لانجاز مسار من التسوية مع الدولة السورية وتفعيل شامل للعلاقات،فاليوم يعتبر مسار انخراط الأردن الرسمي بمسار التسوية مع سورية ، خطوة في الطريق الصحيح في توقيتها ونتائجها المستقبلية وعنواناً لمرحلة جديدة من العلاقات الأردنية – السورية ،بعد الحرب على سورية.

ختاماً ، اليوم ومع عودة تفعيل خطوط الاتصالات السياسية بين عمان ودمشق بشكل مباشر ، فمن الطبيعي أن يكون لعودة هذه الاتصالات أثر ايجابي كبير بمسار عودة وتطبيع العلاقات بشكل كامل ،وبما يخص تحديداً ملف الاشقاء السوريين الموجوديين في الأردن ، فهذه الاتصالات ” والتي ستتحول قريباً لزيارات رسمية متبادلة”( اقتصادية وسياسية وعسكرية ) “لن تتوقف عند حدود الملف الاقتصادي ،بل ستتطور باتجاهات إيجابية عدة تخدم مصالح كلا الجانبيين ،مع مؤشرات على تغير ما برؤية الأردن الرسمي لطبيعة تحالفاته المستقبلية الدولية والأقليمية.

*كاتب سياسي – الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى