ماذا علمتنا غزة ؟
في كل #حرب وبعد نهايتها يوجد دروس وعبر لكل طرف من أطرافها هذه الدروس المستفادة يستفيد منها صناع القرار السياسي والعسكري ليعظمو فيها الايجابيات ويتجنبو الأخطاء ويعرفو من خلالها مواطن الضعف والقوة والتي خضعت لميدان التجربة
فحرب #غزة وما حدث تعلمنا فيه دروس من الشعب الفلسطيني المقاوم الصامد ومن رجال المقاومة أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة وأن العدو الذي نحن من جعلنا منه قوة قاهرة وأدخلنا في قلوب الأجيال القادمه أنها القوة التي لا تُقهر وأن القضاء عليها يرتبط بأمر رباني ونقاتلهم حتى ينطق الحجر والشجر أن هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، فأخرجنا من الجيل من ينتظر هذه اللحظات ومؤمن بالأمر الواقع وينتظر يوم القيامة وظهور الأعور الدجال .
فتبين لنا أن العدو أوهن من بيت العنكبوت وأن القليل من العتاد والكثير من الايمان والتوكل على الله يحقق الكثير فهم كافيات لمرغ العدو بالتراب .
فغزة علمتنا أن الصبر والتحمل والوثوق بأمر الله والشدة ورباطة الجأش، فترى من فقد كافة أفراد أسرته وبيته كد وشقاء السنين ولم يبق له شيء يقف وبيده جثمان أحد أفراد أسرته منتظرا دوره في التكفين وهو يلهج بالحمدالله ومسطراً درساً بالتضحية والفداء والوطنية عندما يقول كلهم فدا فلسطين، وعلمتنا أن صفر له قيمة وأنه لاداعي للدراسة في المعاهد العسكرية لتضرب عدوك وتثقل جِراحه ، علمتنا غزة أن الأرض تعرف صاحبها وبحجرها وشجرها تنحاز له وتُقاتل معه ، علمتنا أن النصر صبرُ ساعة وأن الليل مهما طال يعقبه الفجر وأن النفق مهما حلُكَ ظلامه واشتدت عتمته فبنهايته الضوء، وأن الحق مهما غاب عن صاحبه حتماً يوماً سيعود ، علمتنا ان الدمعة لها قيمتها وأن المصائب مهما عظمت بناظرنا فهي لاشيء أمام رباطة جأشكم وحتى لقتنا درساً أن كلمة “معلش” لا تستخدم لغفر ذنب بسيط لايُذكر بل تستخدم لمن فقد أبنائه في سبيل الوطن ، كما فهمنا عُمق مصطلح بالمال ولا بالعيال لمن يُهدم بيته دون سبب وأن الصحة وسلامة الأبناء أهم من كل شيء وعلمتنا المعنى الحقيقي والأيمان المُطلق بالله بكلمة بعوض الله، وأن الهم واحد وأنا شركاء في الدم وان فصلتنا الحدود ، وعلمتنا غزة أنه إما حياة تسرّ الصديق وإما مماتٌ يُغيظُ العِدى.