ماذا سيحدث للعالم إن توقف الـ”GPS” عن العمل؟!

#سواليف

أولاً ما هو نظام تحديد المواقع العالمي ( GPS# )؟ هناك ساعة هائلة غير مرئية تحافظ على وقت دقيق للغاية، ويمكن التحقق منها من أي مكان على وجه #الأرض، وهي مجانية للجميع لاستخدامها. هذه الهِبة #التكنولوجية للبشرية بُنيت من قِبل حكومة الولايات المتحدة. ويطلق عليه النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، وهو يعيش في #الفضاء، ويمكنك استخدامه في كل مرة، والتحقق من #الخريطة على هاتفك.

ما قد لا تعرفه هو أنك تعتمد عليه كثيراً أكثر من ذلك، تستخدمه الأبراج الخلوية لتوجيه مكالماتك الهاتفية، وأجهزة الصراف الآلي، وسجلات النقد التي تستخدمه في معاملاتك، وتستخدمه الشبكات الكهربائية لإرسال الطاقة إلى منزلك، وتستخدمه البورصات لتنظيم الصفقات التي تدخل في محفظة الأسهم أو صندوق الاستثمار الخاص بك، وهو أكثر عرضة للهجوم والتعطيل مما يعرفه معظم الناس أو يرغبون في الاعتراف به.

الوقت، كما اتضح، هو المال بمعناه الحرفي، نظراً لأن النقود الرقمية تتحرك بشكل أسرع مما يعتقده البشر، فإن البنوك والهيئات التنظيمية تعتمد على حد سواء على الطوابع الزمنية لمراقبة المعاملات والقبض على الاحتيال، والتأكد من حصول الأشخاص المناسبين على أموال. عند سحب النقود من ماكينة الصراف الآلي، أو سحب بطاقتك في المقهى، تحتاج الماكينة إلى تحديد الوقت الدقيق الذي تحدث فيه المعاملة، على سبيل المثال، للحيلولة دون الإفراط في سحبها.

ماذا سيحدث إذا فشل #نظام_تحديد_المواقع؟

لذا، إذا فشل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) فإن التداعيات لن تقتصر على الرحلات الجوية المحمولة جواً، وستجد السفن في البحر نفسها معزولة عن بقية العالم، وستفقد الجيوش كل سيطرتها على الطائرات بدون طيار، التي تراقب الكوارث الطبيعية، أو تراقب الجماعات الإرهابية، وستكون التنبّؤات الجوية متوقفة تماماً، ولن يكون التلفزيون والراديو الرقميان قادرين على مواصلة البث.

بشكل أساسي قد يؤدي الانهيار التام لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى إحداث فوضى في عدد كبير من الأنظمة المتأصلة في الأداء السلس لحياتنا.

آخر مرة عندما فشل نظام تحديد المواقع

في يناير/كانون الثاني 2016، عندما تعطل قمر GPS الصناعي، تم تحميل طابع زمني غير صحيح إلى الأقمار الصناعية الأخرى العاملة. سجلت ساعاتهم تناقضاً قدره 13 ميكروثانية، أو 13 مليون جزء من الثانية. قد يبدو الخطأ ضئيلاً في الكتابة، لكن الفوضى التي تلت ذلك استمرت لأكثر من 12 ساعة في جميع أنحاء العالم.

أفادت تقارير من عدة أجزاء من الولايات المتحدة وكندا بأن أجهزة الشرطة والحريق والراديو لا تعمل، وتم الكشف عن حالات شاذة في شبكات الكهرباء. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الانزلاق أدى إلى انقطاع راديو BBC الرقمي لمدة يومين كاملين!

على الأقل كان الخطأ غير مقصود، أليس كذلك؟ بلى، ولكن اليوم أصبحت مشكلة تعطّل نظام تحديد المواقع العالمي المتعمد أكثر انتشاراً.

في عام 2009 تم الكشف عن تداخل في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) حول مطار نيوارك، وهو ما يضر بقدرة مراقبي الحركة الجوية على تلقي معلومات دقيقة عن الموقع حول الطائرات. كشف التحقيق أن سبب التعطل هو سائق شاحنة كان يستخدم جهاز تشويش غير قانوني لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، حتى لا يتمكن صاحب عمله من تتبُّع مكان وجوده، كما أن استخدام جهاز مماثل في مكان غير صحيح قد يؤثر على الملاحة البحرية.

حدث كارينغتون

ودعونا لا ننسى الطبيعة، ففي عام 1859 شهد العالم عاصفةً شمسيةً قويةً جداً، لدرجة أنها إذا حدثت اليوم فسوف تدمر جميع الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكبنا.

وهو حدث معروف باسم كارينغتون (اسم عالم الفلك الذي اكتشف ذلك)، وكانت هذه العاصفة العاتية قوية بما يكفي لإحداث اضطرابات مغناطيسية أرضية شديدة على الأرض وإرسال أنظمة التليغراف إلى اهتياج.

بدائل نظام تحديد المواقع العالمي

بالنسبة للمبتدئين قامت العديد من الدول ببناء أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الخاصة بها، لتُنافس نظام تحديد المواقع العالمي المملوك للولايات المتحدة. وتعمل كلوناس الروسية، ونظام بيدو الصيني لسواتل الملاحة، وغاليليو في الاتحاد الأوروبي على المستوى العالمي، بينما طورت الهند واليابان أنظمة الملاحة الإقليمية.

ومع ذلك، فإن فشل الساعة الذرية هو مشكلة ابتُليت بها هذه الأنظمة أيضاً. في العام الماضي توقفت تسعُ ساعات عبر 18 قمراً صناعياً ضمن غاليليو في المدار عن العمل، دون سابق إنذار. وفي الوقت نفسه أبلغت الهند عن فشل سبع ساعات من الساعات الـ21 التي لديها في كوكبة سواتل الملاحة.

الحاجة إلى بدائل غير ساتلية

ودعونا لا ننسى أن الإشارات الصادرة عن هذه الأقمار الصناعية يمكن أن تشوش أيضاً، الأمر الذي يسلط الضوء على الحاجة إلى بدائل غير ساتلية.

لسنوات استخدم خفر السواحل الأمريكيون نظاماً للملاحة اللاسلكية الأرضية، يُدعى Loran-C. هذا النظام عفا عليه الزمن بمجرد اعتماد نظام تحديد المواقع العالمي على نطاق واسع، ولكن ليس هناك سبب للتخلي عنه، لماذا لا يمكن الحفاظ على نسخة مطورة من نفس الخدمة كنسخة احتياطية واعدة. ويقال إن كوريا الجنوبية تطور بالفعل مثل هذا النظام وتريد الولايات المتحدة أن تحذو حذوها.

كابلات الألياف الضوئية الأرضية

خيار آخر يمكن الاعتماد عليه هو كابلات الألياف الضوئية الأرضية، ففي تجربة حديثة دخل المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا، التابع لوزارة التجارة الأمريكية، في شراكة مع المرصد البحري لاختبار نقل الإشارات بين مقياسين زمنيين فيدراليين، وأظهرت النتائج أنه يمكن نقل المقياس الزمني العالمي الرسمي (UTC) باستقرار أقل من 100 نانو ثانية، ما دام لم يتم قطع الاتصال.

حسناً، هناك أمر واحد مؤكد، ألا وهو أن العالم، كما نعلم، سوف يبدو مكاناً مختلفاً تمام الاختلاف في غياب الأقمار الصناعية للملاحة. ورغم أن الفشل التام والكامل لنظام تحديد المواقع العالمي قد يكون مجرد سيناريو بائس ومستبعد، فإنه من الضروري وجود خطة بديلة في مكان ما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى