ماذا تنتظر #روسيا وماذا تتوقع #الصين
#فؤاد_البطاينة
مع مرور الوقت على الحرب في أكرانيا واستمرار المعارك يرتفع مؤشر السعادة عند الولايات المتحدة لما ينطوي عليه هذا الاستمرار من تعقيد قدرة روسيا على الحسم واضطرارها لتحمل تبعات ثقيلة دون وجود حلف يسندها . ولا شك بأن هذه الحرب على هذه الشاكلة جاءت طوق نجاة لأمريكا في ظرف تاريخي كانت فيه أسباب قوتها تتعرض للتراجع ،وحلفاؤها المؤثرون من العالم الثالث كانوا يتجرؤون عليها ويتقربون من المعسكر الشرقي. ودولارها يتعرض لتهديدات ولمحاكمات تاريخية. إلى أن حدث ما يصعب وصفه بأقل من فخ نصب الى روسيا، ولا أقصد بهذا دخولها الحرب بل بخطة شنها وتأمين تحقيق الهدف وانتهائها كعملية عسكرية. فخ استجابت له القيادة الروسية في خطأ استراتيجي أشك في براءته، تخوض على خلفيته حربا استنزافية أصبحت مع مرور الوقت تأخذ شكلاً دفاعيا دون القدرة على حسمها أو الخروج منها بسلام.
فلا أسباب اندلاعها ولا أهدافها بقيت قائمة عند الروس، ولا شروط توقفها عادت بأيديهم . وباتت هذه التساؤلات بمعطياتها تخص الولايات المتحدة بلسان أكراني، وكذا باتت الخيارات. ولم نلمس انبثاق جرأة أو حكمة لدى أي دولة كبرى صديقة أو حليفة لروسيا لمساندتها كالصين، بل تبخر الرهان الروسي على تركيا التي ابتدأت تعود لخندقها مبكراً جداً، إن مشهداً كهذا فيه روسيا تضطر لمواجهة حلف الناتو وحدها، وفيه روسيا الدولة النووية العظمى تقف عاجزة عن مساعدة نفسها وبلا خيارات، يرخي نتائج ومسلمات وقواعد إن لم يتم تدارسها فستنعكس على دول الشرق الكبرى واحدة تلو الأخرى وعلى مستقبل العالم وشعوبه وقضاياه، من خلال ما كشفت عنه هذه الحرب من حقائق واستنتاجات ودلالات أهمها.
1- أصبح واضحاً بأن السلاح النووي ليس أداة حرب ولا أداة تهديد . وأن استخدامه يقتصر على الردع المحدود لمنع دولة أخرى تمتلكه من استخدامها له ً. فلا حرب نوويه عالميه من مصلحة أي طرف مهما تم إذلاله ولا في قاموس الماسونية. وهذا ربما ما يفسر اعتماد الدول على مخزون الأسلحة التقليدية الفتاكة وتطوير تكنولوجيا السلاح الصاروخي والطائرات المُسيرة وأدوات الاختراق السبراني.
2 – المال والإقتصاد ليس هو الهدف الأسمى للقوة العالمية الخفية بزعامة اليهود وأقصد الماسونية، وإنما هو الوسيلة الأسمى والأعمق لإخضاع الدول والشعوب واستبدال ناموس السماء والفطرة البشرية وقيم الشعوب وقوانينها المستقرة،ذلك أن الماسونيه تسعى لأخذ مكانة الآلهة المستبدة على الأرض وفرض قانون الحيوانات المدجنة على البشرية.وما فكرة اختزال البشرية إللا فكرتها. والأساليب والوسائل لن تعجزها عند وصولها وإعلان نفسها.
3 – حيث أن الأنظمة العالمية لا تقوم أو تُستبدل عادة إللّا إثر حرب عالمية أو إثر أحداث تُغير من موازين القوة على الأرض، فإن فشل روسيا في في أكرانيا إذا حصل فلن يتوقف عند حدود روسيا، وسيتعدى لمحاصرة الصين اقتصاديا وسياسياً إلى أن ترضخ بتقبل معادلات اقتصادية وسياسية غير منافسة. وستنسحب السطوة والشروط الأمريكية على باقي الدول من دون ضجيج أو مقاومة تذكر. بمعنى أن فشل روسيا في أكرانيا سيغير من ناحية ميزان القوة ، وسيكون بمثابة هزيمة لمعسكر كامل يمثل حرية وكرامة الشعوب وقضاياها وسيكرس هذا نظام القطب الواحد بالولايات المتحدة كدولة عظمى متسيدة بزعامة العالم سياسيا وعسكريا واقتصادياً ويؤهلها لفرض تقنينات قِيمية غربية وجديدة على العالم يدعمها تحالف أوروبي وحلف عسكري تقوده الماسونية.
4 – وإن تكريس أمريكا لقطبيتها الواحدة ولهيمنتها العسكرية والسياسية سيكون الغطاء الضامن لدولارها ولتسيده لعقود قادمة. وسيفتح الطريق أمامها للتتقدم خطوة كبيرة على طريق هدم الأسرة والقيم وتغيير الثقافات المستقرة والحرب على الأديان وعلى معايير الخطأ والصواب وذلك بإلزام الدول بسن وتشريع قوانين على رأسها الخاصة بترسيخ وتطبيع الشواذ جنسياً.
في هذا الظرف الذي تصر فيه روسيا على عدم تغيير قواعد اشتباكها وتتمنع عن الاستجابة لتصعيد العدو بما يليق بمسؤولياتها وبقدراتها ، فإن المخرج للحفاظ على سلامتها وسلامة الصين والعالم وحرية الشعوب هو بتحقيق الأمن الجماعي. وأن الأمن الجماعي الذي عجزت عن تحقيقيه عصبة الأمم وهيئة الأمم ومواثيقهما تحت هاجس الجشع الامبريالي، لا يتحقق إلّا بنظام ثنائي أو متعدد الأقطاب وهذا بدوره لا يتحقق إللا بتحالفات عسكرية متوازية . وعلى الصين أن تتصالح مع مبدأ أن لا سياسة ثابتة في عالم متغيّر، وبأنه حان الظرف كي تطوي سياستها المعتادة. إنها اليوم في قلب الحرب الأكرانية وفي قلب الهزيمة الروسية أو في قلب النصر الروسي. وعندها فإن مثل هذا الحلف الشرقي سيكون ساندا ومسنوداً بقوة مقاومة شعبية ضاربة بقيادة حزب الله ومؤهلة لتركيع وطرد أمريكا والكيان الصهيوني من قلب الشرق الأوسط مركز العالم.