ماذا أراد بومبيو من الأردن؟ / عمر عياصرة

ماذا أراد بومبيو من الأردن؟

تكاد تكون الولايات المتحدة الاميركية الدولة الوحيدة التي تقدم لنا مساعدات مالية صريحة، تتجاوز الستة مليارات دولار خلال الخمس سنوات القادمة.
وزير خارجية اميركا، مايك بومبيو، كان في عمان بالامس، واجرى محادثاته مع الملك ووزير الخارجية، ولم يمنع نفسه اثناء مؤتمره الصحفي مع الصفدي من التطرق للمساعدات كإشارة عابرة وهادفة.
نحن حلفاء واشنطن، وتربطنا بهم علاقات عتيقة عميقة، اقتصادية وسياسية، وكذلك بيننا وبينهم ود امني وعسكري، لكن هذا لا يعني ان ثمة هوامش ومصالح قد تتناقض.
اميركا لا تساعد من اجل سواد عيوننا، ولا هي صدقة جارية، وهذه المعادلة تأكدت اكثر مع ادارة دونالد ترامب، لكن هناك جيوسياسي اردني، ومصالح، ووظائف، تجعل المساعدة مصلحة اميركية.
كل ذلك متفهم، بشرط ان لا يمس مصالحنا الحيوية، وهويتنا، وامننا، بأي عارض او تحد مصيري، وهنا يمكننا الوقوف على زيارة بومبيو الاخير، والحوار المطال المقبولة والمرفوضة من الزيارة.
الوزير الاميركي اهتم اكثر بمواجهة ايران، ولم يتطرق للقضية الفلسطينية، وعلى ما يبدو ان مهمته في عمان قاصرة على دور اردني في حلف اقليمي للاشتباك مع طهران.
وزيرنا في المؤتمر الصحفي اكد موقف الاردن الثابت من حل الدولتين، وعرج على مصالحنا ورؤيتنا في التنف ومخيم الركبان، لكنه لم يتطرق لقصة الحلف الذي سيواجه ايران.
هذا يعني ان الاردن متردد، او بالحد الادنى، لن ينخرط عميقا واجرائيا في مواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، فالمعركة ليست معركتنا، ولا عداء بيننا وبين ايران يمكن وضعه على الطاولة.
قد لا نقول لا للحلف، لكن نملك ان لا نتورط عميقا، فمعركة اميركا مع ايران تصب في الخواتيم بمصلحة اسرائيل، ولنا مصلحة حقيقية ووطنية باستمرار استنزاف تل ابيب من الجهة الايرانية.
ناهيك على ان دمشق وبغداد اللتين نحن احوج ما نكون لاستعادة العلاقة معهما، ترتبطان اليوم بطهران، قرارا ومصيرا، واكاد اجزم ان الطريق لهما لن تتعبد ما اذا انخرطنا بعداوة سافرة مع طهران.
علينا اجراء الحسابات بدقة، بحيث لا نكون كبش فداء لتغطية انسحاب اميركا من سوريا، وعلينا ان لا نخوض معارك الآخرين بالوكالة، وعليه يجب تجنب لعبة الاحلاف بقدر الممكن وبالطريقة الانسب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى