“مئوية كيسنجر”.. قراءات خطيرة لمستقبل الدول الكبرى

#سواليف

نشر موقع “بلومبرغ” الأمريكي تقريرا، استعرض فيه موقف الخبير الاستشاري الجيوسياسي هنري #كيسنجر من آخر التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، وذلك بمناسبة عيد ميلاده المئة.
وقال الموقع، في تقريره ، إن كيسنجر صرّح لرئيس تحرير بلومبرغ نيوز “جون ميكلثويت” خلال إحدى أطول المقابلات التلفزيونية التي أجراها مؤخرًا، بأن “قلة من #السياسيين المعاصرين لديهم خبرة في #الصراعات، وهو الأمر الذي أثر على عملية صنع القرار في صلب إدارتهم”.
وأضاف كيسنجر أن “القادة الذين لم يشهدوا تجربة كارثية يعتقدون أحيانًا أن لديهم خيارات أكثر مما لديهم بالفعل”، مؤكدا أن “هذه سمة من سمات عصرنا”.

ووفق الموقع، فقد تحدّث كيسنجر عن احتمالات بقاء فلاديمير #بوتين، ومستقبل #بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودور #ألمانيا في أوروبا. وسلّط الضوء على مشاعره الشخصية عندما تحدث عن كيفية مساهمة معسكرات الاعتقال النازية في تشكيل شخصيته عندما كان شابًّا، وتحدّث بإسهاب عن حرب فيتنام، لكنّه حذّر من احتمال نشوب #حرب بين الولايات المتحدة و #الصين بسبب تايوان.
ونقل الموقع عن كيسنجر قوله إنه “فيما يتعلق بالمسار الحالي للعلاقات الصينية، يعتقد أن اندلاع الصراع العسكري أمر محتمل”. وكانت التصريحات، التي أدلى بها وزير الخارجية السابق وهو ينظر إلى حياته ومهنته، من أكثر التصريحات تشاؤمًا حتى اللحظة بشأن التوترات بين الاقتصادات المهيمنة والمتنافسة في العالم.
واستدرك كيسنجر بأنه “ينبغي تغيير المسار الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية”، مشيراً إلى أن العمل الدبلوماسي استؤنف، ومن المقرر أن يزور أنتوني بلينكين بكين في الأيام المقبلة. وقال كيسنجر إن “الأمر متروك الآن لكلا الجانبين للتراجع عن “قمة الهاوية”.

وأشار الموقع إلى أن مؤلف  كتاب “عن الصين”، الذي كُتب قبل سنة من توّلي الرئيس شي جين بينغ السلطة، يتم مراقبته عن كثب؛ بسبب آرائه حول الجغرافيا السياسية الآسيوية؛ لأن رحلته السرية إلى الصين في سنة 1971 شكلّت حجر الأساس للتطبيع التاريخي للعلاقات الأمريكية الصينية. وبعد كلّ هذه السنوات،  أكّد كيسنجر أنه “لم يحسم أمره بشأن نتيجة التوترات بين الولايات المتحدة والصين”؛ نظرًا لأنهما “لم ينخرطا بعد في أي من الحوارات التي اقترحها”. لكنه متأكد أن” اندلاع حرب بين قوتين عظميين لن يتمخض عنه أي مكاسب، ولا يمكن تحقيق الفوز إلاّ بتكبّد تكاليف باهظة”.

كفاح بوتين
وأورد الموقع عن كيسنجر قوله إن بقاء فلاديمير بوتين في السلطة “غير محتمل” إذا أجبرت الحرب في أوكرانيا #روسيا على التخلي عن العدوان العسكري وقبول اتفاق سلام مع أوروبا. وأضاف أن “أوكرانيا يجب أن تخرج من الصراع كدولة ديمقراطية قوية، ومن الأفضل أن تتجنّب روسيا الانهيار أو الانزلاق إلى “العجز والاستياء”. وأكّد كيسنجر أنه “يريد من روسيا أن تدرك أن علاقاتها مع أوروبا ينبغي أن تستند إلى اتفاق سيكون قابلًا للتنفيذ، إلا إذا انتهت الحرب بشكل صحيح”.


دور ألمانيا
ونقل الموقع عن كيسنجر قوله إن “مركز الثقل السياسي في أوروبا يتجه نحو ألمانيا، ما يجعل برلين تواجه تحديًا جديدًا بشأن كيفية ممارسة تلك القوة”. ويعتقد أن هناك أوجه تشابه بين الوضع الحالي والوضع في نهاية القرن التاسع عشر عندما تنحى المستشار الأول أوتو فون بسمارك، ما وضع ألمانيا الموحدة حديثًا على مفترق طرق. وتكمن “المأساة” التي أدّت إلى حربين عالميتين بعد بضعة عقود فقط في فشل ألمانيا بالاعتراف بالتحوّل الخاص بها، وأن تلك “الدولة يجب أن تكون مثالاً للاعتدال والحكمة في تحقيق التوازن بين مصالح جميع البلدان” في أوروبا.

مستقبل بريطانيا
وذكر كيسنجر أن المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي “هي الآن في وضع أفضل لتحسين العلاقات مع الأمريكيين أكثر من فرنسا التي لا تزال داخل الكتلة”.

وأضاف كيسنجر: “أيًّا كان المسار الذي يسلكه الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتكامله، فهو بحاجة إلى التعاون مع الولايات المتحدة”. وبالنظر إلى تاريخ بريطانيا الطويل من “الشراكة الخاصة” مع الولايات المتحدة، فلديها “فرصة عظيمة للعب دور الوسيط بين أوروبا الموحدة والولايات المتحدة”.

نهضة الهند
بينما وصف كيسنجر موقف الهند بعدم الانحياز خلال الحرب الباردة بأنه “مثير للاستياء”، ووصف سياستها الحالية بأنها “مدروسة للغاية”، مشيرًا إلى أن الهند تجيد الدفاع عن مصالحها، والتي يتداخل الكثير منها مع مصالح الولايات المتحدة. وأكّد قائلا: “الهند قوة عظمى، وفي العقود القادمة ستنمو بشكل مماثل للصين”.

انقسام الولايات المتحدة
وسلّط كيسنجر الضوء على المشهد السياسي الأمريكي الذي بات يتسم بالاستقطاب قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2024. بالنسبة لكيسنجر، يتمثل الخطر الوجودي الحقيقي على الولايات المتحدة في حالة العزلة التي ستعيشها الولايات المتحدة إذا استمرت في الاهتمام بشؤونها الداخلية فحسب.

وعندما سُئل عن نهج السياسة الخارجية لإدارة جو بايدن، قال: “أعتقد أن الإدارة الحالية تحاول القيام بعمل جاد في هذا الصدد، لكنها تخشى أن تتعرض لهجوم داخلي”.

الانسحاب من فيتنام
وفيما يتعلق بحرب فيتنام، أوضح كيسنجر أن “الولايات المتحدة بذلت قصارى جهدها”. وقال كيسنجر إنه “لولا ووترغيت ومعارضة الكونغرس لتدخل الولايات المتحدة في فيتنام، لكان من الممكن أن تستمّر التسوية السياسية والحكومة الفيتنامية الجنوبية حتى فتح الولايات المتحدة صفحة جديدة مع جمهورية الصين الشعبية، وتُمكنها من مقاومة الضغوط الخارجية”.

واختتم الموقع التقرير بقيام كيسنجر بتذكر زيارته المُروّعة لمعسكر اعتقال “أحلام” في أوائل العشرينات من عمره، حيث ترك لقاؤه مع سجينٍ هزيلٍ إحساسًا بالرعب مما تستطيع البشرية القيام به.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى