
مؤتمر لندن .. لا حاجة للمبالغة
أتمنى أن يعود الوفد الاردني الكبير «حكومي وقطاع خاص» من مؤتمر لندن محملا بالغنائم التي يتحدثون عنها، بل اتمنى ان لا يصابوا بخيبة امل.
الوفد الاردني التحضيري متفائل، ويقال انه استعد جيدا للمؤتمر، بل يقال انه تجاهل «نصيحة بريطانية» رسمية تطالب بتأجيل اجندة الاردن الى قمة دافوس الذي سيعقد بعد شهرين في الاردن.
وتستضيف المملكة المتّحدة، في الثامن والعشرين من شباط، مؤتمر لندن لدعم الاقتصاد والاستثمار في الأردن، بمشاركة ممثلّين عن الدول السبع الكبرى المانحة، بالإضافة إلى مؤسسات دوليّة رائدة في مجال التمويل والاستثمار.
حجم التوقعات مبالغ فيها، فرغم حجم الوفد الكبير، وتنوعه بين القطاع العام والخاص، وعلى فرض حسن الاستعداد، الا ان تجاربنا السابقة مع مؤتمرات دعم اللاجئين والاقتصاد اثبتت فشلها.
مع ذلك، بتقديري ان المؤتمر يشكل فرصة حقيقية لمحاولة جلب الاموال والاستثمارات مهما بلغ حجمها، فظروفنا تستدعي ان لا نترك اية فرصة وان لا نفوت اي محاولة.
لبنان عاشت ذات الظروف والمعطيات في مؤتمر باريس 2015 الذي عقد لدعمها اقتصاديا، الا ان النتائج كانت اقل من حجم التوقعات التي راهنت على المؤتمر.
المقلق ان ما يتسرب في الخفاء، يشير الى ان الوفد التحضيري فاجأه ان المؤتمر سيكون بازارا لعرض الامكانات الاردنية في جذب الاستثمار اكثر من كونه مؤتمرا مخصصا للمانحين.
بل يقال ان القطاع الخاص المنضم للوفد الاردني، بذلت لغايات اقناعه جهود كبيرة، قامت بها الحكومة الاردنية بالاشتراك مع السفارة البريطانية.
كل تلك الظروف، تجعلنا نقول: تريثوا ولا تبالغوا برفع سقف التوقعات، فالاردنيون اصابهم الملل من «بيع الافيون» المجاني الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
من جهة اخرى هناك آخرون يربطون مؤتمر لندن بتجنيس السوريين، وهذه مبالغة اخرى، تشبه من يبالغ بالافراط بالتفاؤل، لذلك علينا ان نعرف ان مؤتمر لندن ليس اكثر من حدث عابر.