مؤتمراتنا .. فقاقيع تعبيرية ؟ / ا.د حسين محادين

مؤتمراتنا
فقاقيع تعبيرية..؟

بعيدا عن مؤتمرات القمم العربية مثار التندر عند المواطنين؛ أقول كثيرة المؤتمرات العلمية والثقافية والتوعوية…الخ. التي عقدت طوال الاعوام الماضية في مجتمعنا …وكبيرة جدا تلك التكاليف المالية التي أنفقت او مرصودة للانفاق على مؤتمرات متعددة العناوين، مازالت تطل براسها في قادم الايام كذلك.
– السؤال الاضخم هنا؛ ماذا استفدنا نظريا وتطبيقيا من وقائع ونتائج جل تلك المؤتمرات؛ التي عادة ما تكون مواد جلساتها مثل الحصص الصفية الباهته،لا بل ان جل الاوراق المقدمة فيها ، لا تعدو عن كونها اجترارا لمضامين نظرية معروفة ونمطية ، والاسواء للمتابع بموضوعية علمية هو، ان اغلب تلك الاوراق يعاد انتاجها من قبل اصحابها مرارا -رغم وجود لجان علمية صورية لتقيم اوراق العمل- لغايات المشاركة فقط في هذا البلد او ذاك، ومن قبل بعض الشخصيات المكرسة في مؤتمراتنا، وهذه مفارقة تعبيرية وسلوكية سياسية عربية لافته، ففي الاردن مثلا، الشخصيات العامة يشاركون في المؤتمرات وحتى الاعتصامات، مرة نيابة عن الحكومات المتعاقبة التي كانوا اعضاء وشركاء في قراراتها الضاغطة على حياة المواطنيين، والاخرى كمعارضين لاطروحات الحكومات السابقة التي كانوا ضمن فريقها الوزاري، ولا ننسى ايضا ما اجترحناه أردنيا بتميز اخر تحت عنوان”خلوات اقتصادية،اجتماعية”ولعل السؤال الاصعب هنا، هل تحدد الجهات الداعية والتي تمول مؤتمراتنا العربية، ماهي الاهداف التي نريدها من انعقادها، ثم الا يوجد وسيلة اخرى اكثر علمية واقل كلف اقتصادية من شانها ان تجيب او تحقق الاهداف المرتجاة والمفترضة من عقد مؤتمر ام ان مائدة مستديرة محترمة، من شانها ان تخرج بنتائج او حلول علمية -من قبل اعداد قليلة من اصحاب الاختصاص حقا- للمشكلات المراد ايجاد حلول تشاركية او اكثر نضجا لها.
اخيرا، المؤتمرات العلمية يفترض الى ان تكون منصات فكرية حوارية علمية ومتخصصة وغير مجاملة لاطلاق كل ما هو جديد من افكار وخطط تنموية في حقول الاختصاص المتعددة ، وبلغة وافكار علمية، وربما جراحات فكرية ممنهجة لمشكلات الواقع ، وقد تختلف هذه مع العديد من المسلمات الشعبية والحكومية المستقرة للراي العام، وإلا كيف سيصنع التغير العلمي اللاحق بعد اطلاق وتعميم نتائج تلك المؤتمرات النوعية؟.
اخيرا..لا جدوى من كل مؤتمراتنا اذ لم يتبنى نتائجها العلمية السياسون وصناع القرار كي تترجم اجراءات قانونية هادفة لتحسن حياة الناس والتخفيف من مشاكلهم المتنوعة، وتجعلهم بالتالي، يؤمنون فعلا ان العلماء كورثة للانبياء لهم اهميات كبيرة تتعدى حصول طلبتنا على شهادات جامعية تغير اسمها في مجتمعاتنا للاسف الى “كرتونة”…وماذا نحن فاعلون؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى