إذا جن ّ ربعك ما ينفعك عقلك !!
من يتابع الحياة بكل أشكالها – في أردننا العزيز على قلوبنا والمظلوم بحبنا – : الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية… يجد أن الواقع الحالي تنتشر فيه حالة من « الجنون » والجنون يعني : فقدان السيطرة والتحكم وهذا يعني أنه إذا استمر سيقودنا كأردنيين إلى كارثة .
فمن الجنون السياسي : الطائفية ، والعشائرية ، والعائلية ، والتعصب القومي … والحزبية …و….
ومن الجنون الاقتصادي : الفساد ، وارتفاع الأسعار و النهب والهدر والبطالة و…و….
ومن الجنون الاجتماعي : انتشار الجريمة كالقتل والسرقة والمخدرات والدعارة والمقامرة والنصب والاحتيال .
ومن الجنون الثقافي : سيطرة النمط الأحادي الجانب في الثقافة والتعدي على التراث والشعر والقصة بالسرقة الأدبية وغيرها .
ومن الجنون الرياضي : الفوضى والشغب والشتم والشللية …وغيرها .
وإذا أردنا المتابعة في تعداد أنواع أخرى من الجنون « أي فقدان التحكم والسيطرة سنحصل على الكثير … الكثير .
كالجنون الإعلامي: الذي يظهر الصراصير بصورة العظماء .. الجنون الحيواني: كجنون البقر والجنون النباتي الناجم عن استخدام الأسمدة والهرمونات.. الجنون التعليمي: بانخفاض مستوى التعليم والاعتماد على الدروس الخصوصية باهظة الثمن والتحضير للامتحانات الإعدادية والثانوية وحتى الجامعية بتأمين الروشيتات و الوساطات للقاعات والمراكز .. الجنون المروري: المتمثل بالفوضى ومخالفة القوانين والسير عكس الاتجاه والسرعة والدراجات النارية الراقصة .. الجنون الصحي : الذي يظهر بفقر دم المواطن وسوء التغذية وارتفاع أسعار الأدوية ومعاينات الأطباء والأخطاء القاتلة لهم . .الجنون الصناعي : من خلال تخفيض الكمية الموجودة في العبوات … وانتهاء فترة الصلاحية وتغيير الملصقات والتسميات .. الجنون الزراعي: بندرة مستلزمات الإنتاج وغلائها وسيطرة السماسرة وأرباحهم على حساب الفلاح المنتج .. الجنون القضائي : خروج المجرم بسند كفالة مهما كانت جريمته .. الجنون الكهربائي: الأعطال والتعديات على الشبكة .. الجنون المائي : بانقطاع الماء عن الأحياء الفقيرة والتسرب .. وسرقات المياه من قبل متنفذين .. جنون التلوث: الهوائي والمائي والتربة وأكوام النفايات ..الجنون المالي : بزيادة الضرائب والغرامات على الفقراء وانخفاض القيمة الشرائية للعملة. ..الجنون الفلسفي بالأنانية والذاتية وادعاء التفرد ..وجنون الشباب وجنون الشيوخ وجنون الزواج …. وآخرها جنون « الوقود » .
وأمام هذا الجنون « المستفحل » يقف بعض من بقي من العقلاء ويقول : إذا جن ّ ربعك ما ينفعك عقلك وذلك ليعفوا أنفسهم من المسؤولية وعدم ممارستهم لدورهم وهؤلاء على ما يبدو مسهّم شيء من الجنون ؟! وأما من بقي من العقلاء فيقولون : إذا جن ّ ربعك ما ينفعك إلا عقلك وهنا نحن أمام حالتين إما أن نجنّ باختيارنا لنرتاح .. ويرتاح بالنا ..وإما أن « يطق » عقلنا .. وينفجر .. وننفجر معه !!!