#مأساة_النزوح
#الكاتبة _لعراقية #زاهدة_العسافي
وهكذا هي النزوح أن تغادر دارك هرباً من الموت ويكون لك سكناً جديداً يفتقر الى كل متطلبات حق المواطنة والكرامة الانسانية ويكون الامر أشدّ عندما تعلن اليونسيف عن 17 الف طفل فلسطيني فقدوا ذويهم وبقوا بدون عائلة أو انفصلوا عن عوائلهم وتُركت مصيرهم للمجهول لان هنالك حرباً يقوم على الاستغلال وغصب الحقوق المدنية للشعوب امام مرأى ومسمع المجتمع الدولي التي ادارت ظهرها لكل دقيقة برد وجوع وخوف تعيشها العوائل المنكوبة في ظل صمتٍ حكوماتي ومنظمات كانت تدعي انها تحفظ حقوق الانسان وتسعى الى ربط الانسان بكرامته وحقه في الحياة وابعاده عن معادلة الصراعات تحت أي عنوان واي هدف .
قصص كثيرة مؤلمة تشكلت نتيجة هذه الظروف التي سلبت الناس دورها وممتلكاتها التي انهارت تحت القصف الوحشي بعيداً عن ساحات القتال حيث ان المستهدف اصبح هو الشعب واخذت طابع الإبادة الجماعية بكل اركانها وباعتراف محكمة العدل الدولية بقرارها الاخير بوضع اجراءات احترازية لحماية المواطنين وطلبت تفسيراً من الكيان الصهيوني خلال شهر واحد والى اخر توصياتها .
ما يعنينا في الامر هذه الظروف القاهرة التي يعيشها شعب اعزل من السلاح كانت بيوتهم وارواحهم هدفاً مباشراً لمن لا يرعوي ولا يكف عن الاعتداء اليومي على حياة الناس الذين احاطتهم بسجن كبير اسمها” غزة” ووضعت شروطاً انتقامية لحركتهم وطبيعة عملهم ووصلاتهم في مساجدهم وفي ابسط حركة تقوم بتجريف المزارع والبيوت وتملأ سجونها بهم من كلا الجنسين دون ان تشعر بالعار .
وها هي افراد حكومتهم غير الشرعية تتبادل الاختلاف في طبيعة حكمهم وتشهد مجتمعاتهم هزيمة جيشهم المزعوم وانكساره الميداني وانهياره النفسي ومقتل ضباطهم وجنودهم بالجملة ويقابل نتنياهو ذلك الفشل بقتل الاطفال والاستمرار بالقصف لانها لا تكون مواجهة مباشرة .
ولكن الهزيمة جعلت ايضا مفردات ما يسمى بشعبهم ايضا الهزيمة وترك مدنهم والبحث عن الامان الذي لا ولن يكون مهيأً لهم لعدم شرعيتها ووجودها في ظل احتلال لارض لم يكونوا اصحابها الشرعيين .