ليعتذر صاحب المعالي

ليعتذر صاحب المعالي
د.عساف الشوبكي

من زمان والآن وغداً نطالب بأن يكون الإعلام الرسمي إعلام وطن ودولة وليس إعلام حكومة ، حيث تعتقد الحكومات أن الإعلام الرسمي هو ملكُها ويجب عليه أن يُسّوق سياساتها وإن كانت فاشلة ، وأن يحابيها ويرقع فتوقاتها ويكون شاهد زور على فشلها وإخفاقها وفساد بعضها.
لذلك تراجع الإعلام الرسمي تراجعاً كبيراً لأن الحكومات المتتالية عملت على تدجينه، وقهرت الإعلاميين المهنيين او أقصتهم وأبعدتهم او هربوا بحثاً عن حرية الكلمة ليمارسوا مهنتهم بكرامة ، حتى بات الإعلام الرسمي مفرغاً من مضمونه وضعيفاً لا ينقل الحقيقة ولا يحاكي الواقع ، وذلك ليس ضعفاً في كفاءات الإعلاميين الاردنيين وقدراتهم ولكن لأنه ليس مسموحاً لهم برفع سقفهم ونقد الحكومات ومسؤوليها ونقل الحقائق المُرة ، ولأن الإعلاميين في هذه المؤسسات والدوائر هم موظفو حكومة وبإمكان المدير بأوامر من الوزير او رئيس الوزراء إيقاف او الاستغناء عن خدمات الإعلامي الذي يعمل بمهنية عالية والباحث عن الحقيقة والمنسجم مع ذاته وكرامة وطنه والذي يصطف الى جانب الإصلاح ويكشف الفساد والضعف والفشل والكذب والتدليس ويعري الفاسدين ويخرج عن خطهم ولا يكون عنصراً في مجموعاتهم وشللهم.
ولذلك لا يتحمل كثير من المسؤولين الآتين بالبرشوتات سؤالاً واحداً اذا ظنوا او توقعوا أن صاحبه ينتقدهم واكتشف زيف وكذب وخداع ما يسمى ببرامج الحكومة ، لذلك يستقوون على الزملاء المهنيين العاملين في ما يسمى بمؤسسات الاعلام الرسمي في كثير من الأحيان وعديد من المناسبات.
شاهدت مقابلة الزميل حسن الكردي في برنامج ستون دقيقة وكان الزميل في منتهى الذوق والكياسة فيما كان استقواء الوزير الضيف على الإعلامي المضيف ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون عملاً استعراضياً واستعلائياً فجاً وممجوجاً لا داعي ولا مبرر له، وكان بإمكان الوزير أن يعرض إجابته وحججه وبراهينه دون الإساءة للتلفزيون ولحسن الذي كتم غيظه وصبر وأكمل المقابله رغم تسكيته من ضيفه عدة مرات ، وهو المسؤول عن إدارة الحوار وليس الضيف ، لكن الوزير أشعرني انه المسؤول وصاحب المكان .
مطلوب اعتذار صاحب المعالي، وليس انتقاصاً من مهنية الزميل الاعلامي الفذ حسن الكردي بل غضباً لما حصل له ومعه تمنيت انني أنا الذي كنت أُدير الحوار حتى أرد الصاع سبعة أصوع لمعالي الوزير ليخرج من الإستوديو( مش شايف الضو) ليرى الحقيقة ويحترم السلطة الرابعة ويعلم أن الله لا يحب المتكبرين ولا يحب كل مختال فخور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى