ليس تبريرًا للغش !

ليس تبريرًا للغش !

د. ذوقان عبيدات

الغش قيمة سلبية عند جميع المجتمعات، لكن النفاق الاجتماعي يعمل باتجاهين، محاربة الغش علنًا، وممارسة الغش سرًا، فالغش ظاهرة اجتماعية، وفي مجتمعنا وديننا: من غشنا فليس منا، ومع ذلك نزهو بالغشاشين ونحترم ونقدر شطارتهم!! .

والغش ظاهرة تربوية تاريخية، وعبثا حاولنا محاربتها، بل أدخل وزير  مدرعات أمنية إلى ساحات المدارس، ذهب الوزير وذهبت المدرعات وبقي الغش، وبناء عليه:

  • التعليم عن بعد بريء من الغش براءة الذئب من دم يعقوب، فلم يوجد نظام تربوي إنساني خلا من الغش.
  • الغش سابق للتعليم عن بعد، ومرافق له ، وباق ربما بعد اكتشاف نظام هجين أو مقلوب أو لم يخلق بعد، فما سر هذه القوة للغش؟ وما أسباب خلوده؟

قلنا كل الشعوب والمجتمعات والأخلاق والمعلمين والمدارس والمصلحين والمفكرين كلهم ضد الغش ! ومع ذلك عاش الغش وانتشر رغم كل القوى العظمى التي تحاربه!

أطمئنكم بعد تبرئة التعليم عن بعد من الترويج للغش إلى أن الغش باق ما دام النظام التعليمي :

  • يقيم امتحاناته لقياس الحفظ والتذكر وليس بناء الشخصية والخبرة والنمو العقلي والعاطفي والحركي والجمالي .
  • يشجع التنافس بين الطلبة ويقلل التشارك والتفاعل . ويفتح الجامعة أمام متفوقي العلامة ، ويفتح الوظيفة أيضا أمامهم، بل ويفتح المجتمع أمامهم فتحا مبينا !!
  • يضع شعار الامتحان : عند الامتحان يكرم المرء أو يهان ! وأن على الطالب أن يقلق أمام الامتحان. فالقلق والتوتر والحذر والحرص قيم مطلوبة في الامتحان.
  • يقيس الامتحان ما يمكن قياسه لا ما يجب قياسه !تفشل المدرسة ومعلموها بل ومربو القرن العشرين في قياس ما يجب قياس ما يسهل قياسه لا ما يجدر قياسه حيث يسهل الغش والخداع !!
  • يستمر في فشله في إيجاد العلاقة الطبيعية بين الطالب ومدرسته، حيث الحرب الباردة المستمرة بين الطلبة والمعلمين ومرافق المدرسة وأدواتها أيضا : تكسيرا وتمزيقا!!

هل نسيتم كيف يمزق طلاب التعليم عن قرب كل كتبهم بعد الامتحانات؟ وكيف يحفرون مقاعدهم ويتلفون أثاث مدارسهم؟

فالغش ليس أكثر سوءا من هذه التصرفات !!

الغش منتج لسوء التعليم وسلبية المجتمع ولا علاقة للتعليم عن بعد به إطلاقا، وكما يقال لم يخلق التعليم عن بعد الغش في النفوس بل كشف عما في هذه النفوس !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حطيت اصبعك على مربط الفرس، الغش عندنا شطارة. ما زلنا بهتفكر ولا عمرنا بنصير…

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى