ليست اللوحة الأولى / إخواننا المسيحيون

ليست اللوحة الأولى / إخواننا المسيحيون

لا زال إخواننا المسيحيين ينسجون جزءاً أصيلاً و عقدة متينة في اللوحة الوطنية قائمة على أسس تاريخية عميقة راسخة منذ القدم ، لوحاتهم عنوانها الإنتماء لهذا الوطن ، فالصورة التي رسموها عبر الزمن تزداد وضوحاً و جمالاً كل يوم .

لا أسعى هنا لأن أسوق لكم المقتطفات التاريخية و ما سجلوه في صفحات الوطن ، فالحقائق و الشواهد كثيرة لنسترجعها هنا ، فلنقف عند الموقف الذي إتخذوه تجاه أحداث الكرك المؤلمة ؛ حيث أعلنوا إلغاء إحتفالاتهم بالأعياد حداداً على الوطن و شهداءه و أُسرهم ، موقفهم ليس إستثنائياً و لا مستغرباً فقد عودونا على دورهم الريادي و لوحاتهم الزاهية حتى في أشد اللحظات قسوة من عمر الوطن . موقفهم هذا سيبقى محفوراً بذاكرة الوطن و في وجدان الأردنيين جميعاً جيلاً بعد جيل.

و لكنني أرى بأن تحتفلوا يا إخوتنا ،فالشهيد هو العريس و عرسه يوم دفنه ،فقد شاهدنا فيديو لأم شهيد تزغرت فوق كفن إبنها ، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون و مرافقين للأنبياء ، و شفعاء لأهلهم .

مقالات ذات صلة

إحتفلوا إخوتنا ،فإلغاء إحتفالاتكم هو تحقيق لمساعي الجماعات الإرهابية الضالة التي تسعى لتفتيت وحدتنا الوطنية .

فمن هنا أنتهز الفرصة لأقدم لكم أسمى آيات التهنئة بأعيادكم المجيدة و أدعوكم بأن تردوا على الإرهاب بإنارة أشجاركم الجميلة ، و قرع أجراسكم النبيلة . فنحن لا نزاود على وطنيتكم فأنتم جزء من نسيج الوطن و مشروعه ؛ أصحاب القول و الفعل فداءاً للأردن و ترابه و شعبه .

فسلام على مريم البتول و إبنها كلمة الله المسيح عيسى إبن مريم وجيهاً في الدنيا و في الآخرة و من المقربين …فكل عام و أنتم بخير و كل عام و الوطن بخير و المجد للشهداء .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى