#أحمد_حسن_الزعبي
خاص سواليف
مقال الإثنين 26 / 9 / 2022
في هذا الصيف فُتحَت أمامي خزانة أسرارٍ لا استطيع البوح بها كلها ،لكنني سأرتدي تلك التي على مقاس الروح..
مثلاً ،اكتشفتُ أن الداليةَ من “الثديّات” ،تُرضع النحلَ والريح و #العصافير من عناقيدها، فالثالوث الجميل إخوة بالرضاعة ، يتقاسمون #العنقود شهرين كاملين حتى يبلغ جميعهم #الفصال و #الفطام..واكتشفت أيضاَ أن الداليةَ هي أم الحريّة ،لبنها عسل ومطر وتغريد..واكتشفت أيضاَ ، أن الحَسَاسين تُعتّق #عصير_العنب في حنجرتها عند الغروب ، فتشدو بها صباحاً وهي سكارى فتطربنا..اكتشفتُ أيضاَ أن الصيفَ الطويل الشاق أبٌ مكافح ، لا يقدّر فضله أحد الا بعد أن يغيب..واكتشفت أن قلبي عامل تنظيفات في المطار، يمسح آثار #أقدام_المسافرين عن الأرض ولا يسافر..
**
واكتشفت أيضاً وأيضاَ أن نبتة “الكالونيا” على مدخل الدار تتصرّف كفتاة غجرية خبيثة ، تبدو ذابلة تتسوّل مني شربة ماء فقط ، وعندما أسقها ، تينع وتبتسم وتغريني أن أشتمّ غرتها ..واكتشفت أيضاَ أن #السياسة مثل التدخين ، تضعف عضلة القلب وتصلب الشرايين وتتعب الرئة لكنها إدمان ، لا يقلع عنه الا ذو إرادة..
واكتشفت أيضاَ أن أيلول الطفولة لا يشبه أيلول الكهولة ، مثلاً كانت تغرب شمس المساء وأنا أواجهها فتغرق عيني بلون الذهب، الآن تغرب الشمس من خلف كتفي دون أن أشعر فيصبح ظلي أطول من عمري المتبقي بكثير، في #أيلول_الطفولة ،كان الندى سخياً على نوافذنا وعلى ما تبقى من أوراق أشجارنا ،صار الندى دمعة طفلِ مزيّفة يدّعي البكاء ليغيب عن المدرسة..واكتشفت أيضاَ أنه ليس شرطاً أن تكون نبياً حتى تفهم لغة الطير والكائنات وهي تغادر أو تهاجر أو تخبىء شيئاً لشتاء قادم ، طهّر قلبك تفهمها، خذ نفساً عميقاً تفهمها، اغسل يديك ورجليك من سناج الدنيا تفهمها…
أيلول كما أعيشه.. أسراب #الطيور التي تصفّق للسماء البرتقالية وقت المساء ،وأسراب الطلاب التي تنسل الى مدارسها مع زفير الصباح ، أيلول وجه أمي الذي أشتاقه دون أي مناسبة، أيلول زوبعة من ذكريات تداهم عيني فتدمعني..يسألني الأولاد..هل تبكي؟؟..أجيبهم انها ليست دموعي بل” ليالي شتي أيلول”..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com