كتبت : حمدةالزعبي
في رحاب #معرض #الفنان والروائي #محمود_عيسى موسى، تنقلنا بين لوحاته النابضة بالحياة والأفكار المتنوعة التي حاكت المتلقي بأفكارها وألوانها المختلفة، ورسوماتها الجاذبة، خُطت بريشة العارف والمتمكن من أدواته، فجاءت تلبي ما دار في ذهن وخلد الفنان من رسائل وأهداف.
يشاهد الزائر للمعرض الذي أقيم ضمن احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة 2022، بعنوان:”الإقحوانة.. عشتار ، وافتتحه رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، يوم الاثنين، ويستمر حتى يوم غد الخميس، يشاهد الزائر 31 لوحة منها 18 لوحة رسمها الفنان خلال العام الحالي 2022 ، فيما الأخرى رسمها في أعوام متفاوتة ابتداءً من عام 2000 ولغاية 2009.
تزاحمت أفكار اللوحات، فيشاهد الزائر بداية المعرض لوحة تمثل ضبابية الحياة من صعوبات وأحوال قاسية تتسبب بالضيق عندما تداهمنا، فتغلق الأبواب والطرق بوجوهنا لتصبح داكنة صارمة، لكن الفنان لم يتركها هكذا إذا أعطى فسحات من الأمل بالتغيير نحو ا لأفضل والأجمل، عبرت ريشة الفنان باختيار الألوان الفاتحة الفرايحية، مثل: البرتقالي والأصفر و الأزرق.
وننتقل إلى عدد من اللوحات، التي عبرت عن المرأة وهي تتعرض لضغوطات الحياة و المجتمع، فتبدو مكبلة منغلقة، والأقفال تحيطها من كل جانب، لكنها تأبى الاستسلام، رافعة رأسها بما تختزنه من قوة كامنة داخلها، فتشرئب برأسها وعنقها، نحو الفضاء، سامقة بنظراتها المتحدية، وكأن حالها ينطق ويشي بعدم المهادنة، واصرارها على تحقيق طموحاتها والنهوض بواقعها خارج أسوار محيطها المجتمعي.
لوحات تكللت باللون الأخضر رمز الخصب والعطاء والإنتاج والظفر بالثمار بعد الصبر والمعاناة، الاستسلام، وتبقى تحمل أجنحة السلام لتحلق عبر حمائم السلام بجنحتها ولونها الأبيض لون البراءة والنقاء والجمال.
تكر و تفر وتعود الطيور، بالرغم من الأقفال المنتشرة حولها، لكن الأمل يبقى حيا، وكيف للحياة بشخوصها ونفسياتها ان تبقى لو تلاشى واندثر الأمل؟!، الأمل بالأجمل يبقى رفيقا للفن ويضخ الدماء عند المتلقي بتحقيق الحلم ذات يوم مهما طال الزمان ومرت السنوات وتعددت العثرات.
وآداة “الهاون” المستمدة من تراثنا، والتي كانت بيوتنا لا تخلو من هذه الآداة، فيما امهاتنا اعتدّن يوميّا على استخدامة لدق وطحن حاجاتهن، لاعداد الغذاء، هذه الآداة وجدت طريقها لعرضها ضمن لوحة تظهر تعرض الانسان لعملية الدق والطحن وما يواجهه انسان ا ليوم من صعوبات حياتية وظروف إنسانية قاهرة تفوق حالة ، فنجد الانسان داخل أداة الهاون فيتعرض الدق والطحن حتى النخاع.
أبدع فنانا موسى بعرض قضايا ومشاكل الانسان المؤرقة من تكميم واقفال الأفواه والتفكير والأحلام وقتل حلم الانسان ذكرًا وانثى، وتطلعاته للتمتع بمزيد مما حباه الله من تكوين انساني وطبيعة ساحرة وعقل راجح يعمله الانسان فيقطف ثماره ويتمتع بالحياة المأمولة.
ولا يغيب عن ذهننا ما أبدعته يدا الفنان من تصور وتنبؤ لحالة الناس، بعد المرض/ وما سيعانونه خاصة بالنسبة لمرض السرطان، فبدت وجوه لوحاته صلعاء بلا شعر وكأنه يريد أن بهيء الانسان لقبوله هكذا بلا جمال ظاهري زائل، و ان الانسان جماله يكمن في جوهره، ذاته، ضميره، سلوكه، لا بشعره أو بما يرتديه من ملابس ثمينة.
ويجد الإشارة للفنان بأن رسوماته ما قبل اصابته بمرض السرطان، عبرت عما يجول بخاطره وكأنه أحس بما ستؤول اليه حاله قريبا.
كانت جولة ملتقى ألق الثقافي اليوم الأربعاء، بين جنبات معرض الفنان محمود عيسى موسى موفقة وممتعة بما خطته وحكته ريشة الفنان لجمهورها المحب.