لن تُغتال الفكرة
أستاذٌ قال لطلابه… يا أبنائي …
عندي سؤالٌ
من يَذكر دول أربعةٍ… #عربية و في أُسمها همزة
سؤالٌ آخر
من يَكتبها بخطِ الثلث…. أو لو شاء بخطِ الرقعة
من يَرسم للوطن العربي خارطةً
و برسمِهِ يَتحرى الدِقة
و أخيراً… شرحٌ مُختَصرٌ… عن إحدى #إنجازات الدولة
و إذا أحدكم قدّ جاوبني .. و لم يُخطئ بسؤال البتة
له مني عشرُ علاماتٍ.. و على الدفتر أيضاً نجمة
رَفَعَ الطّلابُ أياديهم
طفلٌ واحد لم يُغريه.. بريق النجمة…
لم يَطمع أيضاً بالعشرة
لم يَرفع يده…. لم يَنطق
و على وجههِ عَلَت الكشرة
فأثار فضول الأستاذ …فأختارة كي يَقَعَ بورطة
لم يتكلم ذاك الطفل…و جرَّ الخطوة إثر الخطوة
و مِن علبةِ طبشورٍ أبيض … أمسك منه أصغر كسرة
رسم الهيكل…لكنه لم يَرسم حَدّاً
ما بين الدولة والدولة
أربع أرقامٍ بتسلسل…. كتب الطفل بجنب الرسمة
و من الرقم الأول بدأ .. فكتب ألف و فوقها همزة
و عند الرقم الثاني ميمٌ… موصولةَ براءٍ مُنكسِرة
و عند الرقم الثالث كافٌ… سبقتها ياءٌ مُغترة
و عند الرقم الرابع الفٌ…
و ألقى الطبشورةَ من يدهِ… وعلى وجهِه أثرُ الغبرة
غضِبَ الأستاذ لأخطائه…. أخطاء الطالب لا تُحصى
فخاطَب طالِبَهُ بصراخٍ… أين الهمزة
أين أضعتَ حدود الدولة
فأجاب الطالب بهدوءٍ… و قدّ سَكَنت عينيه العَبرة
يا أستاذي.. الدول العربية جمعا … ما مِن دولة فيها حُرّة
تلك حدودٌ قد وضعوعها…لفُرقَتِنا أبناء الفُعلة
أمريكا لو شاءت فوراً … بكلِ زقاقٍ تُحدِثُ ثورة
و ما مِن حاكم فيها إلا …مُرتَزقٌ مكشوف العورة
أغلبهم مُفتَعَلٌ فيهِ… لا يَملك للرفض القدرة
و إذا إجتمعوا و عُقِدَت قمة
خرجوا بقراراتٍ نَكِرة…
و أما #شعوب #العرب جميعاً
لا تملك للعيش الخبرة
… فترصدها جهاتٌ أمنية
في جوفِها لا تحملُ رحمة
تراقب أحرُفَها لو كَتَبَت…
و تَترَصدّ ذبذبةُ الهمسة
و ما بين الزوج و زوجته… تَملِكُ مقياساً للشهوة
و يقال بأنها لو شاءت… تَعرِفُ حتى طعم القبلة
و ترصد حتى حوار الطفل… لدمية
و بين رفاق القهوة ..ترقُب أيةُ حركة و أيةُ زلة
وعن حاضرنا….. عذراً أستاذي لن أقصُص
فالحاضر تملأهُ الكسرة
فجيوش العرب بأجمَعِها … لا تَحكُمُ أن تُطلِقَ طلقة
لكن لو شاءت أمريكا… لا مانع لو قامت عَركة
عنوانها هجمة مُرتدة… ما بين الإخوةِ و الإخوة
و إذا الغرب رَجَّحَ كفّة..فأيدي العرب بيدِ القوة
و القِلّةُ تَغلِبها الكثرة
ليس مراء للأغراب… بلّ كرماً عربي… و نخوة
و إذا إحتدم الأمر علينا
سنطالب أمريكا فوراً…. أن تترأس وفد العطوة
حِفظاً للوحدة العربية … أمريكا ستدير الدفة
و كي نُجزيها فلها الحقُ…. بأن تتَملكَ أية ثروة
و لها أن تختار السُلطة
و تحددُ أوقات اللين.. و تحددُ أوقات القسوة
دَقَّ الجرس و للساحات…. إنطلقَ الطّلاب بخفة
خبرُ حريقٍ في مدرسةٍ… يَتصدرُ أخبار النشرة
جميعُ الطلاب بخيرٍ.. . قدّ أنقذهم أهل الهمة
طفلٌ منهم لم ينجُ…..من قام بإشعال الفتنة…
عفواً للخطأ المذكور… من قام بإشعال الشعلة
و أستاذٌ ما حاول صَدّه…. مات و قدّ صَدَمَتهُ العِبرة
لكن فوق اللوح سَتَبَقى ….روح الطفل بهيئةِ رسمة
درسٌ كرَرَهُ التاريخ… .. أبداً لن تُغتالَ الفكرة
@Aljaberi_nour