لن تكتفي واشنطن بوقف التمويل
أمريكا لن تكتفي بخطوة وقف دعمها لوكالة غوث اللاجئين «اونروا»، هذه وسيلة وليست غاية، فالهدف انهاء ملف اللجوء وحق العودة وسحبه من على طاولة المفاوضات.
لذلك سنجدها تحاول منع اي دولة تريد تقديم الدعم للاونروا، فهناك تقارير اعلامية تتحدث عن خطة اميركية للضغط باتجاه شطب الوكالة، ومن ثم تقليص عدد اللاجئين من خلال تغيير مفهوم اللجوء وتعريفه.
الاردن معني بهذا الملف وطنيا، بل هو في عين العاصفة، ولعل النشاط الدؤوب الذي يقوم به وزير الخارجية، ايمن الصفدي، يدلل على اهتمام الدولة ومدى استجابتها للتحدي.
ما يقلق الاردن انه يعرف ان القرار الاميركي سياسي بامتياز، واللجوء وحق العودة والتعويض مواضيع تمس الاردن سياسيا واقتصاديا وهوياتيا.
لذلك علينا ان نقاوم بشراسة السلوك الاميركي المبرمج، علينا مواجهة الادارة الاميركية التي ترغب بتفجير المنطقة بانحيازاتها الفاجرة لإسرائيل.
دبلوماسيتنا تتصدى للامر، تحاول توفير بديل تمويلي عن الولايات المتحدة الاميركية، قد تنجح هذه السنة او القادمة لكن ماذا بعد ذلك، وماذا لو منعت اميركا البدائل من التوافر والدخول للحلبة.
دعونا الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في العاشر من الشهر الحالي، ندرك ان الاشقاء يملكون الملاءة المالية لسد النقص والعجز، لكن هل تتوافر لهم الارادة، هل يملكون استقلالية السويد مثلا؟
انه قدرنا المعقد، علينا الدخول في مواجهة مع امريكا، وهي اكبر داعم اقتصادي لنا، علينا ان نقول لها «لا والف لا» في توقيت صعب اقتصاديا نعاني فيه من حصار الاشقاء وتخليهم عن دعمنا.
علينا ان نثبت على الارض، علينا رفض التفريط الاميركي بحق اللجوء والعودة، على القوى السياسية مساندة الدولة بكل ما توافر من امكانات، والاهم ان يصمد الفلسطينيون اكثر، فكل المؤامرات تسقط عند صمودهم.
