لندرك امرنا قبل فوات الآوان

لندرك امرنا قبل فوات الآوان

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
نواجه اليوم أخطر مرحلة في تاريخنا والكل يعرف تفاصيلها ومسببيها وأدواتها من نهب وبيع للثروات و #حالة_الافلاس للدولة الى التفريط بالسيادة واستقدام القوات الأجنبية تمهيداً للغزو الصهيوني وتنفيذًا لمخططاته في المنطقة، هذه المخاطر تستوجب منا إعادة ترتيب #البيت_الأردني للتصدي لهذا الغزو وإنقاذ الوطن أرضاً وشعباً وهوية وثقافة وقيم، هذه الحالة التي نعيشها من شتات مجتمعي نتيجة #العبث الممنهج بنسيجه المجتمعي وتفريخ دمى بعباءآت صينية تحت مسميات وجهاء ومشايخ تصفق وتشجب وتستنكر وتؤيد حسب النصوص المكتوبة لها، ساهمت الى حد كبير في تسريع وتيرة تهميش الشعب الأردني والتعدي على حقوقه وبذات الوقت يسّرت وسهلت إفراز أدوات صورية “مجالس تشريعية، حكومات، مجالس محلية..الخ ” لنظام الحكم تمكنه من المضي قدماً في خدمة الأطماع والمشاريع #الصهيوأمريكية تحت مرآى ومسمع الغالبية الصامتة، ساهم وساعد في ذلك إنكفاء الأحزاب السياسية وعدم مواكبتها وتصديها للمخاطر التي نواجهها واهتمامها بمصالحها الضيقة وانشغالها بحروف خلافاتها فيما بينها وانعزالها عن نبض ومطالب الشارع الأردني وعدم تناديها وتوحدها وتبنيها برنامج وطني توافقي لإنقاذ البلاد، وكذلك تراجع دور النقابات المهنية في العمل السياسي، والملفت أن الأحزاب الإسلامية التي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها نصرة للأفغان وحرائر البوسنيات والحريات في سوريا، ولكنها صمتت ونأت بنفسها عن كل الموبقات التي ارتُكِبت بحق الأردن وكأن ما حدث ويحدث هو في جزر المالديف! هذا الانكفاء الحزبي والتمترس داخل المقرات الممولة حكومياً أفقدها ثقة الشارع والتأثير عليه.
أمام هذه المخاطر لم يعد أمامنا إلا إعادة ترتيب البيت الأردني من كافة مكوناته الوطنية الرافضة للاذلال والتهميش وامتهان كرامة الوطن والمواطن وعقد مؤتمر وطني ينبثق منه قيادة موثوقة تقود تنفيذ البرنامج الوطني للإنقاذ المتوافق عليه والمعروف بكافة حروفه وكلماته وتفاصيله للجميع، حيث أدلى الكثيرون بأفكارهم وآرائهم حول هذا البرنامج الذي يجمع الغالبية على أهم بنوده وفي مقدمتها استرداد الأموال المنهوبة وإعادة صياغة الدستور على أسس ديمقراطية وأهم ركائزه أن الشعب مصدر السلطات.
من يحب الاردن وينتمي اليه روحاً وانتماءًا وإيماناً، عليه المبادرة الى الدفع بهذا الاتجاه للخلاص من النفق الذي نهوي إليه جميعاً، هناك قامات وطنية نادت وتنادي بهذا المطلب وهي فرادى وهي موثوقة لدى الشارع الأردني! عليها تجميع ذواتها تحت أي شكل من أشكال التنظيم وتأطير هذه المبادرة كمشروع وطني للإنقاذ تشرك به وتتواصل مع كافة فعاليات الشعب الأردني السفلي الذي يهمس بنفس المطالب والذي فقد الثقة بحكوماته ومؤسساته وأبصر أن ليس أمامه الا السراب بعد كل هذه الوعود بالرخاء والازدهار، أما بعض الأصوات التي لا زالت تراهن على التوجه للطبقة العليا ممن كانوا جزءاً من نظام الحكم وأدواته لإحداث بعض التغيير فالرهان عليهم خاسر – فولاء معظمهم أقرب لامتيازاتهم ومصالحهم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى