لم يعد للسلام قيمة ومعنى

لم يعد للسلام قيمة ومعنى

المهندس : عبد الكريم #أبو_زنيمة
#السلام بمفهومه العام والبسيط هو حل #النزاعات والخلافات وإنهاء #التوترات بين طرفي أو أطراف النزاع للوصول الى السلم الإيجابي من خلال المفاوضات والمباحثات للوصول الى تفاهمات واتفاقات تنهي وتعالج الاسباب الكامنة وراء هذه النزاعات وإيقاف دورة العنف بين الاطراف المتنازعة على أُسس الحقوق ومبادئ العدل والمساواة مما يفضي الى التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لكل الأطراف المتنازعة .

بعد مرور أكثر من اربعة عقود على بدء مسار السلام بين #العرب “معاهدة كامب ديفيد 1978 ” ودويلة #الكيان الصهيوني وما تلاها من #اتفاقيات لاحقة؛ وادي عربه وأوسلو واتفاقات ابراهام، لا يزال هناك سؤال كبير: ماذا حقق هذا السلام للمنطقة والشعوب؟ الجواب من وجهة نظري هو : الجوع والفقر والمعاناة والتفريط بالسيادة وتمكين العدو الصهيوني من غرس مخالبه في المفاصل الرئيسية ” الاقتصاد والأمن والطاقة ” للدول الموقعة على الاتفاقيات والتحكم بمصيرها لإسقاطها في مستنقع التبعية والاذلال .

لقد التزمت الدول العربية جميعها حرفيًا ببنود الاتفاقيات ولم تنقض بنداً واحدًا منها ، لكن دويلة الكيان العنصري لم تلتزم إلا بالشكل والمظهر الخارجي وبالعناوين الرئيسة فقط لهذه الاتفاقيات ، وكل ما جرى ويجري اليوم في غزه وفي الضفة الغربية من قتل وتدمير وارتكاب المجازر الوحشية وتدنيس المقدسات والتجويع والحصار والتوسع الاستيطاني وعدم قبولها لمبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002م هو دليل قاطع على عدم إيمان الدويلة العنصرية بالتعايش السلمي ، فهي كمشروع صهيوامريكي غربي استعماري قائم على التوحش والتوسع والهيمنة وعدم قبول الاخر ولن يسلم من اطماعها اي بلد عربي مهما بَعُد جغرافياً عنها ، لذلك فهي الدويلة الوحيدة في العالم التي لا حدود جغرافية لها ! ولذلك نجد ونفهم لماذا هبّ الغرب الاستعماري المتوحش لنجدتها والوقوف معها والى جانبها وسخر ووضع كل إمكانياته تحت تصرفها لمسح غزه من الجغرافيا وتهجير اهلها !
السلام الذي طبل له الاعلام التطبيعي لم يتجاوز في حقيقته سلام أنظمة الحكم العربية الرسمية وهو مفروض عليها امريكياً لدمج الكيان العنصري مع المحيط العربي المرفوض شعبيا ولن يتقبله في اي مرحلة قادمة ، فالشعوب العربية وان كانت مغلوبةً على أمرها اليوم فهي تدرك حقيقة وأطماع واهداف هذا الكيان العنصري التوسعية ، لكنها لن تصمت طويلا بعد هذه المذابح والجرائم الوحشية التي ترتكبها اسرائيل في فلسطين بدعم وتواطئ وتشجيع ومشاركة من دول الغرب الاستعمارية .

من المفارقات العجيبة أن معظم الدول العربية سارعت الى إغلاق سفاراتها وقطع العلاقات مع الدولة السورية لحظة بدء انطلاق مخطط التآمر عليها ، لكن هذه الدول نفسها وبالرغم من مرور ثلاثة اسابيع على المجازر والمذابح وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان النازي الصهيوني بحق اطفال ونساء وشيوخ غزه فإنها لا زالت تحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية وتتمسك بكل الاتفاقيات الموقعة معه وتلتزم بالوجود العسكري والقواعد الغربية وخاصة الامريكية التي كشفت القناع عن وجهها البشع الحقيقي المعادي للعرب ومصالحهم الوطنية بالرغم من مطالبة الشعوب العربية بأكملها لقطع هذه العلاقات وتبني استراتيجيات وطنية جديدة مناهظة للوجود الصهيوني في المنطقة .

أمام هذه الصورة الجلية لم يعد هناك اي معنى لهذا السلام المزعوم ، وكل تبرير للتمسك والابقاء عليه لا يعني الا الاصطفاف في الخندق المعادي لأمتنا العربية ومستقبلها وأمنها القومي ، وكل نظام حكم عربي يراهن على دولة البلطجة الامريكية عليه ان يدرك اليوم انه ليس لامريكا حلفاء ، الدولة العظمى المروجة للأكاذيب وتزييف الحقائق هي آفلة ومهزومة كما هُزمت في كل معاركها وأن ارادة الشعوب اقوى من جبروتهم والنصر دائمًا سيكون حليف الشعوب المناضلة ، اليوم ما عاد مقبولا القول بأن اسرائيل ستزول ! بل بدأ العد العكسي لنهايتها وإزالتها ابتداء من يوم السبت 7/10/ 2023 ومن العار بعد هذا التاريخ ان يرفرف العلم الصهيوني الذي يرمز لحدود اسرائيل من الفرات الى النيل في بعض العواصم العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى