لمثلهم ترفع #القبعات
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
قبل أيام وعلى اثر الحشد الامريكي لتوجيه ضربة عسكرية لفنزويلا اصدر 20 زعيمًا لدول أمريكا الجنوبية بيانًا اعلنوا فيه تضامنهم ودعمهم الكامل لفنزويلا ، هؤلاء القادة هم منتخبون شعبيًا ويعبرون عن ضمائر ومطالب شعوبهم ويعملون لصالح دولهم ، لمثل هؤلاء الزعماء تنحني الهامات وترفع القبعات .
عامان كاملان ونصف مليون شهيد وجريح ومذابح ومجازر وإبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً و 22 حاكمًا عربيًا لم يحركوا ساكنا ، عواصم عربية تهان وتستباح وتذل وآخرها ما حدث في الدوحة ولم يتخذ هؤلاء الحكام اجراء واحد ضد الكيان الصهي…ني الذي لا يقيم لهم ادنى وزن ، فلم يسجل التاريخ العربي ذلاً كما نعيشه اليوم ، لقد فقدنا هيبتنا وكرامتنا بعد ان فرطنا بسيادتنا وبكل عناصر قوتنا بأكاذيب لها اول وليس لها آخر بمسميات وادعاءات ما عاد احد يقتنع بها ، فالسلام الذي هرول الحكام العرب دون شعوبهم ولهثوا خلفه قد طُمس من القاموس الاسرائيلي ، فقدنا كرامتنا يوم تآمرنا على وحدتنا وتضامننا وتكاملنا العربي وتغنينا بالقُطرية العربية ، هذه المذابح والاهانات التي تحدث على مدار الساعة على مرأى ومسمع الحكام العرب والجيوش العربية تؤكد انه لم يعد هناك اية مبررات لشراء وتخزين أسلحة لا تستخدم الا ضد الشعوب وضد بعضنا أو تصدأ في مخازنها .
هناك في امريكا اللاتينية يوجد استحقاقات دستورية وسيادة قانون وانتخابات شفافة ونزيهة تفرز قادة ينفذون ويعبرون عن ارادة شعوبهم ويعملون لبناء حاضر ومستقبل اجيالهم ، اما في عالمنا العربي فهناك ظروف سياسية ومصالح ومطامع غربية رأسمالية نصبت وأوجدت غالبية هؤلاء الحكام العرب الذي كل ما يعنيهم هو الحفاظ على مصالح الغرب وأصبح كسب الود الصه..يوني ورضاه هو الضمانة لديمومة عروشهم ، لهذا نجد ان هذا الكيان يوجه لهم كل الاهانات وكل اشكال الاذلال وكل ما يقدرون عليه هو إصدار بيانات شجب وادانة تُكتب لهم في تل ابيب .
هذا العار والخزي والذل غير المسبوق لدى شعوب الأرض ساد قبل الاسلام ، كان بعضنا يتبع الفرس وبعضنا الآخر يتبع للروم ، وكنا نتقاتل فيما بينا لصالح هذا وذاك تمامًا كما نحن اليوم ، لا زلنا نعيش نفس الزمان حيث الملوك والامراء والحاشية والقيان والعبيد والاعطيات ، المهم رضا وخدمة الشمعدان في تل ابيت وإن تطلّب ذلك أن نُفني بعضنا .
الشعوب العربية هي ايضًا مسؤولة على ما نحن فيه من ذل وهوان وتبعية وهزائم ، هذا الضياع والخراب والفقر والجوع والتشرد ونهب المقدرات هو النتيجة الطبيعية لحالة الخوف والرعب التي تعيشها الشعوب العربية التي ما زالت منذ 1400 عام تتضرع الى الله عزّ وجل ان يوليها للصالح وينصرها على اعدائها دون اية تضحية .
للأسف فكل ما عجت وتعج به وسائل الاعلام العالمية عن ادانتها ورفضها وشجبها للمذابح والابادة والتجويع في غزه وللعدوان الاسرائيلي على قطر لا يعني شيئًا أمام موقف واجراء عربي واحد كوقف التطبيع او اغلاق السفارات او اغلاق الاجواء او وقف التجارة كحدٍ ادنى مع هذا الكيان ، لكن المضحك أكثر هو الادانة الامريكية لهذا الهجوم عل الدوحة الذي ما كان ليتم لولا الموافقة الامريكية عليه – هذا الكابوي الذي سطا بالأمس على 500 مليار من نفس العاصمة .
لن تقوم لنا قائمة ما بقي هذا هو حالنا والقادم اسوأ، دويلات ومماليك متناحرة وممزقة ومنهوبة ، نخب حاكمة معظمها ذات ولاءات اجنبية تلهث وراء امتيازاتها ومصالحها وثرواتها وتحقيق اجندة لا وطنية ، شعوب تائهة تلهث وراء لقمة عيشها بذل وهوان ، لن تنهض امتنا ولن ينمو وطننا العربي ما دمنا منشغلين بأحقية علي او معاوية بالوقت الذي وصل فيه العالم الى القمر والمريخ …الخ ، لن ننهض ما دامت اللحى المزيفة تتصدر واجهة الاسلام وتعتلي المنابر وتجاهد في سبيل امريكا ، لن ننهض ما دمنا ننتظر الحجر ان ينادينا لنقتل اليهودي المتخفي خلفه ، لن ننهض ما دمنا ننتظر ان يتجمع اعداء الله غرب النهر لنقضي عليهم جميعا مرةً واحدة ، لن ننهض ما دامت عواصمنا مستباحة امنيا وعسكريا واخلاقيا وثقافيا ، لن ننهض ما دمنا نخاف ان نعبر عن ارائنا ومعتقداتنا بالقرب من الحيطان خوفا ان تسمعنا بالوقت الذي يجاهر ويعلن ويعمل الكيان الصه..يوني عن خارطته ومعتقداته ومخططاته بإسرايل الكبرى
