“لماذا يكرهوننا؟ … بل لماذا تكرهوننا أنتم؟”


“لماذا يكرهوننا؟ … بل لماذا تكرهوننا أنتم؟”

د. #عبدالله_البركات

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، طُرح في الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان الرئيس جورج بوش أو من حوله، سؤالٌ بدا ظاهره بريئًا:
“لماذا يكرهوننا؟”
سؤالٌ يحمل في طيّاته ادعاءً بالبراءة من كل ما قد يبرر ذلك الغضب أو الكراهية. وكأن الولايات المتحدة لم تفعل شيئًا يُبرر هذه المشاعر، وكأنها تتلقى عداءً مجّانيًا لا سبب له سوى الحسد أو الحقد على الحرية!

لا حاجة هنا لسرد أسباب الكراهية، فالأمريكيون – أو على الأقل عقلاؤهم – أدرى بها: من دعمٍ طويل للأنظمة الاستبدادية، إلى حروب مدمّرة، وتدخلات عسكرية، واحتلال مباشر وغير مباشر، وفرض واقع سياسي واقتصادي مهين على شعوب بأكملها.

مقالات ذات صلة

ومع ذلك، من المهم أن نؤكد أن ما حدث في 11 سبتمبر لا يمثّل العرب ولا المسلمين، وأن الكراهية – حين توجد – لا تُوجَّه للإنسان الغربي لذاته، لا كمسيحي، ولا كأمريكي، بل لممارسات سياسية استعمارية وهيمنية ظالمة.

في الإسلام، منظومة العلاقات الدولية تُضبط بعدد من المبادئ القرآنية الأخلاقية الراسخة، منها:

  1. {ولا تزر وازرة وزر أخرى} – لا يُؤخذ بريء بجريرة مجرم.
  2. {ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين} – العدل ميزان حتى في الرد.
  3. {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} – لا أكثر.
  4. {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} – أساس في التعايش.
  5. {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} – العدل فوق الكراهية.
  6. {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} – السلم أولًا.
  7. {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} – الوفاء أساس الأخلاق.
  8. {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} – لا غدر.

بهذا الميزان القرآني، نعيد طرح السؤال بصيغته المعكوسة:
لماذا تكرهوننا أنتم؟
لماذا تقتلون أبناءنا، وتدمرون مدننا، وتنهبون ثرواتنا، وتفرضون علينا من يحكمنا، ثم تسألون: لماذا أنتم غاضبون؟

نحن لا نحمل كراهية مجانية للناس ، بل هي لبعض الناس بسبب الظلم والعدوان ، وحين يرتفع الظلم، تزول الكراهية.

يا من تملكون القوة، متى تدركون أن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب لا تُقهر إلى الأبد، وأن من واجبكم أن تنظروا في المرآة قبل أن تتساءلوا: لماذا يكرهوننا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى