لماذا نكرهكم؟
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
هناك سؤال كبير طرحه ويطرحه #الأمريكيون وهو: لماذا يكرهوننا؟ الإجابة على سؤالهم تحتاج لمجلدات كبيرة، لكن هناك عوامل مشتركة بين كل #الشعوب الكارهة للأمريكيين خاصة وللغرب الاستعماري عامةً، #شعوب دول #العالم الثالث لم تولد وكراهيتهم لكم معها، لكنكم بأفعالكم وسياساتكم العدوانية ووحشيتكم زرعتم في وجدان وضمائر هذه الشعوب الكراهية والحقد عليكم، نكرهكم للأسباب التالية –باختصارٍ شديد-:
· تنصيبكم لحكام معظم دول العالم الثالث كعملاء لكم ودعمكم لسياساتهم الديكتاتورية وإجهاضكم لكل حركات تحرر شعوبها مما حرمها من العيش في فضاء الحرية والديمقراطية وممارسة حقوقهم الدستورية في ادارة شؤونهم .
· تشجيعكم لهؤلاء الحكام وللطبقة الحاكمة على الفساد ونهب الثروات وتكبيل الدول النامية بالمديونية العالية مما حرم الشعوب من إيجاد فرص عمل للعيش الكريم وحرمها من فرص التعلم المعرفي والطبابة الصحية مما سهّل عليكم التحكم بمصير البلاد ونهب الثروات وسلب الارادة الوطنية .
· انتهاجكم للمعايير المزدوجة والكذب والنفاق والتزييف: ففي الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن هذا الأسبوع جلسته لمناقشة الوضع في اليمن نجد أن سفيركم يكذب ويتباكى ويدعي قتل الحوثين لثمانية سعوديين مدنيين ونجد السفير البريطاني يتباكى ويدعي بنفس الجلسة بجرح طفلين سعوديين في ذات الوقت الذي لم تصرح السعودية بذلك ،لماذا لم نرى دموعكم على قتل عشرات الآلاف من اليمنيين على مدار الحرب على اليمن منذ عام 2015، لماذا لم نشاهد دموعكم على قتلكم أكثر من مليون مدني عراقي وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينين على يد ربيبتكم اسرائيل وتشريد الملايين منهم بدعم وتواطؤ وحماية منكم، لماذا لم نشاهد دموعكم على آلاف القتلى الليبيين، لماذا لم نشاهد دموعكم تنذرف على عشرات الآلاف من القتلى الأفغانيين على يد جنودكم وقبلها الفيتناميين والجزائريين .. الخ، وهل لي أن اذّكركم قبل غزوكم العراق بوزير خارجيتكم كولن باول في جلسة مجلس الأمن وهو يكيل الاكاذيب ويزيف الحقائق ويرُج بيده زجاجة بودرة الأطفال على أنها سلاح الجمرة الخبيثة التي يمتلكها العراق! هل نسيتم تزويركم لتقارير اللجان الدولية حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق التي تبين لاحقاً بأنها غير موجودة إطلاقاً، هل نسيتم اختلاقكم للذرائع الكاذبة للتدخل وغزو الدول في امريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا!
· تشكيل الإرهاب ودعمه ثم محاربته: أنتم من أوجد البيئة لميلاد الإرهاب من خلال نهبكم للثروات وإفشاء الفساد وتحطيم آمال الشعوب بمستقبلها ومن ثم شكلتم من جهلتهم ومتعصبيهم منظمات إرهابية تحت مسميات جهادية واستغلالهم كأدوات لتمرير مشاريعكم العدوانية الاستعمارية في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا! ألم تسلحونهم وتدربونهم وتمولوهم! ألا تخجلون حين تدّعون أنكم تحاربون الإرهاب وأنتم صانعيه؟ وبذات الوقت تصنفون التنظيمات التي تدافع عن أرضها وتناضل من أجل حريتها وحقوقها واستقلالها بالإرهابية!
· العنصرية الحضارية: ما أقبحكم حين تتحدثون عن حضارتكم الغربية اليوم، هذه الحضارة التي بُنيت على أشلاء ودماء الشعوب التي استعمرتموها ونهبتم وتنهبون خيراتها وثرواتها، متناسين الحضارات الشرقية السالفة التي كان أساسها وجوهرها الإنسانية عندما كنتم تغرقون في الجهل والظلمات، تلك الحضارات وعلومها التي كانت أساس نهضتكم وتطوركم، هناك حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية أنتم من شوهتم مفهومها بعنصريتكم.
· الحريات وحقوق الإنسان: من هذه المبادئ الإنسانية الزائفة اتخذتم الذرائع للتدخل في شؤون الدول الاخرى، تتباكون على حريات الشعوب التي جهلتموها وأفقرتموها وسلطتم عليها عملائكم ليحكموها، ألم يصرح رئيسكم ترامب بأنه يحمي عروش أكثر الأنظمة ديكتاتورية، ألم تحتلوا العراق لتخليصه من نظامه الديكتاتوري كما زعمتم ! ألم تغزوا أفغانستان لتقيموا فيه دولة الحريات وحقوق الإنسان! ألم تغزوا ليبيا لتخليصها من الظلم والكبت! فما هو حال شعوب هذه الدول اليوم!!! دول الحضارة الغربية كما تسمونها تتباكى وتقيم الدنيا ولا تقعدها عندما تعتقل روسيا مواطنا روسيًا عميلاً لكم لكنكم لا تحركون ساكنًا عندما تقتل وتُقطع دولة حليفة لكم أجساد مواطنيها! لماذا لا تتذكرون حقوق الإنسان المحاصر في غزة واليمن التي تؤكد معظم تقارير المنظمات الحقوقية أنهم على وشك الهلاك! أين حقوق الانسان الكوبي والإيراني الذي تحاصرونه بكل إجرامكم منذ عدة عقود وتمنعون عنه حتى الدواء! أين حقوق الإنسان السوري الذي جلبتم كل شذاذ الأرض لذبحه على أرضه ومحاصرته!!! لماذا تسطون على أموال الشعوب وتجمدونها في خزائنكم وتحرمونها من شراء غذائها ودوائها!
· القوانين والمواثيق والمعاهددات: أنتم وربيبتكم إسرائيل من تخرقون القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وتستبيحون سيادة الدول، أنتم من تعارضون إرادة الشعوب وتنصبون عليها أنظمة موالية وعميلة لكم، أنتم من تسطون على أراضي الغير خارج الشرعية الدولية، فماذا تسموا احتلالكم لاجزاء من الاراضي السورية؟ ماذا تسمون غزوكم واحتلالكم للعراق! أنتم من خرقتم المعاهدة الدولية مع ايران، أنتم من استبحتم اراضي وسيادة معظم دول امريكا الجنوبية وجنوب شرق اسيا في القرن الماضي، أنتم من تقصفون وتدمرون وتخرقون الاجواء والمياه الاقليمية للدول خارج القانون الدولي، تتمسكون بالشرعية الدولية عندما تصب في مصالحكم وتضربون بها عرض الحائط عندما تتعارض معها.
هذه الشعوب التي أنهكتموها بجشعكم وإرهابكم ووحشيتكم تعي جيداً أنكم لا تفكرون إلا بمصالحكم فقط ودموعكم ما هي الا دموع التماسيح، ولكنها بالمقابل تكن كل الاحترام والمحبة للدول الغربية المسالمة كالسويد والنمسا والنرويج والدنمارك وهولندا وغيرها.
هناك ألف سبب لنكرهكم لا مجال لذكرها، لكن تذكروا أن الطغاة يرحلون وتبقى ذاكرة الشعوب، وأن الإمبراطوريات السابقة انهارت عندما استشرى فيها الفساد الأخلاقي الذي تمارسونه أنتم اليوم “النهب، الكذب، النفاق، التزييف، الاجرام، التدمير، الإرهاب، المعايير المزدوجة ..الخ” على الشعوب المضطهدة.