لماذا لم تكتشف المخابرات التركية الانقلاب / سلطان كليب

لماذا لم تكتشف المخابرات والاستخبارات التركية الانقلاب
هذا السؤال وحده كفيلا ليؤكد ان من يقف خلف الانقلاب دولة عظمى ،واجهزة استخبارات كبيرة على رأسها السي اي ايه الامريكية وأجهزة استخبارات عربية وغربية ،وكلاهم خططوا للإنقلاب وأبقائه في غاية السرية بحيث عجزت الاستخبارات التركية عن كشفه حتى تم التنفيذ بسريّة تامة .

أغلب الانقلابات العسكرية التي تحصل بدون إدارة اجهزة استخبارات خارجية يتم اكتشافها،حيث يقوم أحد الضباط الذين يطلب اليهم الانضمام للإنقلابيين يشي بالخبر حينها تقوم أجهزة الاستخبارات بمتابعة المخطط حتى قبل لحظاته الأخيرة ليتم القاء القبض على كامل الفريق الذي يعد للإنقلاب وإحباطه .

لكن ما حصل في تركيا يختلف كليا ً ، نحن نعلم أن أغلب الضباط من كافة تشكيلات القوات المسلحة يتم ارسالهم بدورات الى دول اجنبية مثل أمريكا، او فرنسا، وبريطانيا، وروسيا ، وأغلب هؤلاء الضباط تحاول المخابرات العسكرية الغربية تجنيدهم لصالحها عبر كل وسائل الاغراء ، واحيانا يقع البعض فريسة سهلة بيد تلك الأجهزة بعضهم من صغار الرتب يتم ترقيتهم للوصول الى اعلى الرتب ، أو من كبار الرتب ، وطبعا هؤلاء لا يعرف بعضهم بعضا،وأحيانا يتم تجنيد بعض الضباط من خلال القواعد الأمريكية المنتشرة بدول العالم بنفس الطريقة والاسلوب وهؤلاء هم خلايا نائمة ،إما تستغل لحفظ امن القيادة السياسية ،أو الاطاحة بها في وقت من الاوقات كما حصل في تركيا .

هذا ما حصل في تركيا أن من قاموا بالانقلاب هم عملاء مجندين للإستخبارات الأمريكية ، ومن الموالين لرجل الدين فتح الله كولن ، لذلك كانوا جاهزين لتنفيذ الانقلاب بصورة سرية لم تكتشفها المخابرات التركية حيث التواصل كان بين الضباط الذين اعطيت اسمائهم لبعضهم لتنفيذ الخطة من مختلف التشكيلات العسكرية من قبل السي اي ايه ، وإلا هل يعقل ان مئات الضباط وآلاف الجنود يستطيعون اخفاء مثل هذا العمل الضخم ولا يتسرب للإستخبارات التركية من قبل اي قائد عسكري ايا كانت رتبته ،ليتم افشال الانقلاب قبل وقوعه، نعم فريق الانقلاب كان جاهزا فقط كان المطلوب التنسيق بينهم والخطة جاهزة لهم وكل شخص يعرف دوره المناط به بسرية تامة .

مقالات ذات صلة

طبعا هناك امور اخرى داخل المؤسسة العسكرية تؤكد أنه لو تم تسريب الخبر للأجهزة الأمنية من قبل بعض الضباط ،ف هناك ضباطا كبارا داخل أجهزة الاستخبارات هم جزء من تلك المنظومه وقاموا باخفاء التقارير التي تصل اليهم والتكتم عليها وهذا ساهم في جعل الانقلاب بغاية السرية .

حجم الانقلاب كان اكبر مما تم وصفه على انه انقلابا صغيرا ،بل كان انقلابا ضخما على مستوى المؤسسة العسكرية ومن كافة التشكيلات وهناك ضباطا كبارا برتب عاليه على علم لم يتحركوا إلا بعد تنفيذ الخطة على مراحل متدرجة تحسبا للفشل كي لا يتم الكشف عن كل العملاء ،فبدأت المرحلة الاولى للسيطرة على مؤسسات الدولة الرئيسية والتاكد من نجاح الخطة ،والعمل على قتل الرئيس اردوغان او اغتياله ، ثم تتحرك بقية الوحدات للسيطرة على بقية المناطق او الاشتباك مع اي قوة اخرى من الممكن ان تعترض الانقلابيين ، لكن ما حصل من موقف شعبي تسبب في صدمة غير متوقعه للأمريكان والانقلابيين ففشل الانقلاب خلال ساعاته الاولى .

الانقلاب كان ولا زال كبيرا وليس كما يروج له انه مئات من الجنود ،وبعض الضباط ، الانقلاب قام به كبار العسكريين برتبة كولونيل وأكثر ،وقادة فرق من مختلف تشكيلات القوات المسلحة ، وسلاح الجو، والبحرية ، والاستخبارات ،كذلك رموزا من الدولة العميقة رجال الاعمال وكبار السياسيين،والقضاة،ومستشارين مقربين من الرئاسة ، وحتى هذه اللحظة هناك بعض البؤر التي لم تستسلم بعد رغم استتباب الامن لكن الوضع مهيأ للإنفجار والصدام من جديد ،وربما تضطر القيادة الى استخدام القوة وقصف تلك القوات التي ترفض الاستسلام والاشتباك معها لأن القيادة السياسية لا تريد اراقة الدماء وتكرار صورة مشهد الربيع العربي .

التصريحات الأمريكية والعربية الاولية كانت واضحة أنها داعمه للإنقلاب ومؤيده له ،بل ومزورة للحقيقة ،ولكن عندما شعرت ان الانقلاب فشل بدات الادارة الامريكية لكنتها تتغير مدعية دعمها للشرعية والديمقراطية ،ولكن الديمقراطية الحقيقية هي بدون تواجد للقوات الامريكية في تركيا واغلاق قاعدة انجرلك العسكرية وطرد الامريكان من تركيا واغلاق سفارتها وجعلها تتمرغ بالوحل السوري والعراقي لوحدها .

أمريكا، ستكشف التحقيقات أنهم يقفون خلف الانقلاب وعلى علم ودراية به ،ومنهم من قدم دعما لوجستيا بالتخطيط والدعم المادي بسخاء للإطاحة بالديمقراطية الحقيقية التي نعم بها الشعب التركي والذي واجه حكم العسكر بصدور عارية حفاظا على الانجازات التي حققتها تركيا ولا عودة بعد اليوم للوراء وحكم العسكر وخيانتهم لوطنهم وشعبهم كما عُرف عنهم في الفترات التي حكموا بها من قبل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى