لماذا لا يغني عبدالكريم عبدالقادر في الحفلات؟

سواليف – عبدالكريم عبدالقادر أحد الرموز الفنية في الأغنية_الخليجية، والصوت الذي لا يزال جرحه ندياً منذ مطلع الستينيات الميلادية إلى اليوم، “أبو خالد” عدا كونه واجهة حضارية للفن في الكويت هو فنان استطاع أن يقدم الأغنية العاطفية بهوية خاصة، وأن يجعل من الحزن شيئاً جميلا وفخماً، ورغم أن اللون الحزين قدمه مجموعة من المطربين إلا أن عبدالكريم عبدالقادر تميز عن غيره بأنه يأسر المستمع بفتنة صوته الشجي، فيصبح تحت تأثير عاطفي وجمالي في الوقت نفسه، وهذه الوضعية لا تتكرر مع فنان آخر إلا فيما ندر.

حتى إطلالته على الشاشة بالدشداشة الكويتية والغترة بذات الكاريزما تستدعي الذاكرة القديمة لدى محبيه ويمر في اللاشعور شريط طويل من الذكريات الاجتماعية والسياسية وتقفز للمشهد صورة شاب من أواخر الثمانينيات يقود سيارته ويقبض على طرف سيجارته بشفتيه يأخذ شهيقاً بعمق وينفث الدخان للأعلى مع كوبليه “واليوم أنا عندي خبر وعلمٍ أكيد.. حبيبتي في قلبها حب جديد” من أغنية “أجر الصوت” التي طرحها الفنان عبدالكريم عبدالقادر في العام 1988 بعنوان “الصوت الجريح” من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، وهذه الأغنية التي كانت ملء السمع والبصر آنذاك هي عنوان الألبوم الذي لازمه لقباً إلى اليوم.

الحضور المؤثر والكبير له في الأغنية طوال مسيرته الثرية منذ أكثر من 5 عقود يدفع جمهور “أبو خالد” للتساؤل بإلحاح عن سبب إصراره على العزوف عن الحفلات الغنائية على المسرح ولماذا يدير ظهره للمهرجانات المحلية والإقليمية منذ أكثر من 25 عاماً إلى اليوم؛ حتى توقع البعض أن إطلالته على المسرح إن تمت فحتماً ستكون عبر دار الأوبرا الكويتية التي تم افتتاحها في 31 أكتوبر 2016 بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلا أن ذلك لم يحدث إلى الآن.

عبدالكريم عبدالقادر الذي يتجنب الحديث عن عزوفه سبق أن ذكر في حوار متلفز قديم يوثقه موقع “اليوتيوب” في معرض إجابته على متصلة طرحت عليه السؤال عن سر غياب عن الحضور عربياً، فعلق قائلاً: “أنا مقصر أختي، وكان هذا قراري واختياري، أعرف بأنه أنا بإمكاني الانتشار أكثر من هكذا لو أردت، والسكة واضحة لو أردت بالمشاركة في حفلات ونشاطات ومهرجانات للوصول إلى القلوب والعقول العربية، لأن فننا مو قاصر الفن في الكويت بفضل الله رائد ومتمكن ومقتدر، وممكن يصل إلى الناس بسهولة والكلمة بفضل الله مفهومة”.

وتابع “أنا وصلت إلى مرحلة بين إني أعتزل أو أواصل بهذا الشكل يعني في المرحلة اللي أنا قررت فيها ظروف عملي وظروف حياتي والاحتكاك اللي حصل لي في فترة معينة ما أدري إن كان هو خير أو شر ولكن حصل في لحظة إني أنا اصطدمت مع المسؤولين بسوء فهم، يعني أنا متأسف إنه أقولها يعني إخواني وأهلي في البحرين هم اللي فهموني غلط كانوا عاملين حفلات وللأسف أنا جيت وشاركت في حفلة وعرضت على الهواء وشافوها الناس جيت من بعدها وقلت يا إخوان أنا مسافر بأرد الكويت لأن زوجتي حامل، وما أقدر قالوا لا يا خوي حنا عندنا 3 حفلات، يعني قلت لهم ما أقدر اسمحوا لي اعذروني وتعذرت للأسف كلمة منهم وكلمة مني فكانت ردة فعلها سيئة”.

ويواصل حديثه بالقول “أول ما ركبت الطيارة ووصلت الكويت لقيت الإخوان واخذين على خاطرهم ومبلغين وزارة الإعلام عني كأني مسوي لي شغلة، واجد حزت في نفسي فركبت السيارة ورحت وزارة الإعلام قلت لهم يبه أنا ما أصلح للفن أنا إذا طرشتوني (أرسلتوني) مكان يمكن أفشلكم.. هذا حصل لأني ما ودي أصطدم كل يوم مع مسؤولين أنا لي رؤية يمكن ما يتقبلونها الآخرين، وكان بإمكاني أغني 3 حفلات وتمشي بس ما غنيت.. هذا هو السبب وتوقفت عن الحفلات.. وتوقفت عن الفن المهم انعكاسها علي إني جيت لوزارة الإعلام وقلت لهم يبه أنا بطلت من الفن وفعلاً ما رجعت للفن إلا بـ”وداعية” و”للصبر آخر” وكان هذا السبب رجعت بمقاييس ثانية لا حفلات ولا طلعة ولا جيّه أنا إذا عندي شي بأقوله بأغنّيه”.

وانتهى حديثه الذي بين حجم الأزمة التي حصلت بينه وبين وزارة الإعلام الكويتية آنذاك وإصراره على قراره رغم تغير الأجيال وتعاقب السنين، يوضح أن ردة فعله كانت أقسى من الحدث نفسه لأنه جرت العادة أن كل المهرجانات يحصل فيها اختلاف في وجهات النظر بين المنظمين والفنانين، ولكن لا ينعكس هذا الأمر على مسيرتهم الفنية وحالتهم النفسية مثلما حصل مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر، الذي يتمنى الجمهور عدوله عن قراره وإعادة نثر روائعه الخالدة، لاسيما أن الفنانين يستغلون الحفلات لإعادة تقديم أرشيفهم الفني، و”الصوت الجريح” لديه كنز فني لم يعيد تدويره منذ البدايات إلى اليوم.

ولكن السؤال الذي يتمنى أن تكون إجابته مفرحة لمحبيه متى يعود “الصوت الجريح” إلى لقاء محبيه على المسرح؟ ومن هي الشخصية القادرة على إعادة “أبو خالد” إلى جمهوره عبر الحفلات ولو على سبيل التكريم لمسيرته الممتدة، فالمحبون ينتظرونه ليغني لهم “أنا رديت” وألا تطول الـ”وداعية”.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى