لماذا لا يتقن الناس أعمالهم ؟

لماذا لا يتقن الناس أعمالهم ؟
د. عبدالله البركات

ليس فقط فيما يكون مقابله مال بل حتى فيما يكون واجباً علمياً او اجتماعياً او حتى دينياً فنادراً ما يكون العمل في مجتمعنا متقنا. ومن اسباب ذلك ان يكون جزاء الاتقان المكلف وقتاً وجهدا ومال وفكرا كجزاء عدمه. فإذا كلّف طالب مثلا بعمل بحث فأفنى به ساعات طولا وجهدا مضنيا ومالاً كثيرا من موارد شحيحة ثم تساوى في التقييم مع طالب اخر حَسَّنَ ظاهر العمل وأهمل باطنه فإن الرسالة التي تصل للمتقن انه مغفل وان الطريق الى العلا لست التي سلكها. فيرتد على عقبيه ويبحث عن طرق التزوير والتزويق والنصب وهكذا يفسد الصالح وينكسر المبدع ويعلو المحتال.
اذكر انه في احد الايام جاءني احد ابنائي يقول ان مدرس العلوم طلب منهم ان يصنعوا جهاز مورس ليختار واحدا يقدمه في احد المعارض. اهتممت بالامر ورجعت الى كتاب ابني وشرحت له فكرة الجهاز. وتعاونا معنا في عمل جهاز حقيقي يعمل على البطارية. ولم يكن في الامر ما يصعب تنفيذه الا انه استنفد جهدا كبيرا وبعض المال وكثير من الوقت . وفي اليوم التالي اخذ ابني الجهاز فخورا به الى معلمه. الا ان المعلم اختار للمعرض جهازا من الكرتون المزين والمزوق اتى له طالب اخر، وردالجهاز الذي تقدم به ابني لكونه لم يكن بجمال جهاز الكرتون. وهكذا تم اختيار الظاهر على الباطن والجسد على الروح. وانظروا كم من رسالة وصلت لابني وللطالب الفائز ولباقي الطلبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى