لماذا فشل التعليم الرقمي عالمياً ومحلياً

لماذا فشل التعليم الرقمي عالمياً ومحلياً
د. ذوقان عبيدات

الأول نيوز – يبدو السؤال غريباً، لأن التكنولوجيا الرقمية لعبت دوراً أساسياً ناجحاً في كل المؤسسات غير التعليمية، وقدمت فرصاً واسعة أمام الشركات والمؤسسات لتطوير أعمالها التجارية. فلم يشكُ بنك من استخدام التكنولوجيا ولم تسجل أي شركة تراجعاً في أدائها بسبب الرقمنة!! إذن مم يشكو التعليم والمؤسسات التربوية؟

لنعترف أن هناك تبايناً صارخاً بين:

– مدرسة صممت في القرن التاسع عشر.

واستراتيجيات تدريس ومناهج صممت في القرن العشرين.

ومهارات حياتية وتكنولوجية أنتجها القرن الحادي والعشرون.

إذن، طبقنا تكنولوجيا رقمية على مدرسة قديمة واستراتيجيات ومناهج وقيم تربوية ليست ذات صلة بالقرن الحادي والعشرين!

طرح مفكرو القرن الحادي والعشرين المهارات الآتية:

– إنتاج المعرفة.

– التواصل والمشاركة ومجتمعات التعلم.

– مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي.

وهذه كلها مهارات غير مقبولة في مدارس القرن التاسع عشر ولا شاعت أو وجدت ترحيباً في القرن العشرين.

فما البيئة المناسبة للتكنولوجيا الرقمية؟

لقد اعتاد المعلمون عبر تاريخهم أن يرفضوا كل أشكال التكنولوجيا، بدءًا من الراديو والمسجِّل والتلفزيون التربوي، والبروجكتر، وحتى الوسائل المتحركة، لم يتم استقبالها بارتياح، فالتكنولوجيا حديثة والمدرسة قديمة وهذا ما حصل مع ما نعيشه في التعليم عن بعد.

فالتكنولوجيا تستطيع الوصول بالطلبة والمعلمين للتواصل المباشر بمصادر تعلم متنوعة. والنظام التعليم الحالي لا يطلب ذلك.

والتكنولوجيا تمكن الطلبة من العمل في مشاريع مشتركة والنظام الحالي لا يرتاح لذلك.

والتكنولوجيا أوجدت مفاهيم وطرقاً واستراتيجيات جديدة تجعل الطلبة مبادرين ومبدعين، والمدرسة الحالية لا تقيم وزناً لهذا!!

والتكنولوجيا تؤسس لمجتمعات متعلمة ومتشاركة، وتربط بين المعلمين معاً. والنظام الحالي لا يقيم وزناً لتفاعل المعلمين. والتكنولوجيا تربط المدارس بشبكة تفاعل نشطة والمدرسة الحالية تعمل في جزيرة منفصلة عن المدارس الأخرى والتكنولوجيا تتطلب تسهيلا مادية وفنية، والمدرسة الحالية لا توفر هذا، ولذلك زادت الهوة بين الطلبة الميسورين وزملائهم المحرومين، وبذلك ضاعت الفرص المتكافتة.

وباختصار، فإن تكنولوجيا التعليم عن بعد تستطيع تعظيم التدريس المتميز، ولكنها لا تستطيع الحلول محل التعليم السيء. وهنا تكمن المشكلة! قدمنا التعليم التكنولوجي إلى المدارس والأهالي بشكل مبعثر لم يستفد منه أحد. ولذلك نقطة البدء هي في نقل المدرسة والمعلم إلى القرن الحادي والعشرين وليس نقل القرن الحادي والعشرين إلى مدرسة القرن التاسع عشر ومناهجها!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى