لماذا غادر حفتر مفاوضات موسكو.. هل اختار التصعيد العسكري؟

سواليف
وسط تضارب المعلومات عن سبب مغادرته للعاصمة الروسية “موسكو”، أثار موقف اللواء الليبي، خليفة حفتر ورفضه التوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار، تساؤلات أسباب إصرار الجنرال العسكري على التصعيد، وإفشاله أية تسوية سياسية لا يكون له فيها نصيب الأسد، وعلاقة رفضه بداعميه الدوليين.

وحضر “حفتر” ووفد مرافق له الجلسات التي أجريت بترتيب روسي تركي، بهدف إقناع طرفي الصراع الليبي بقبول هدنة بين الجانبين، وفي حين وقعت حكومة الوفاق الليبية على الوثيقة، غادر الجنرال الليبي ومرافقوه “موسكو” دون أي تصريحات رسمية منهم.

دور إماراتي

وأكد مصدر دبلوماسي ليبي أن القائم بأعمال السفير الإماراتي في “موسكو”، كان حاضرا طيلة الجلسات التي عقدت هناك بجانب “حفتر”، ورئيس البرلمان عقيلة صالح والوفد المرافق لهما، وهو ما أكد بعض التكهنات من قبل مراقبين حول دور إماراتي في تأجيل التوقيع من قبل معسكر “حفتر”.

وذكرت تقارير إعلامية أن “حفتر والوفد المرافق له قاموا بإجراء عدة مكالمات مكثفة مع مسؤولين في الإمارات ومصر والسعودية لاستشارتهم في التوقيع لينتهي الأمر بمغادرتهم العاصمة الروسية دون توقيع، ما يكشف عن دور لهذه الدول في الأمر”، بحسب التقارير.

من جهتها، حثت البعثة الأممية في ليبيا “جميع الأطراف على مواصلة الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن وإعطاء الجهود الدبلوماسية الجارية فرصة للتوصل إلى وقف دائم للعمليات العسكرية والعودة إلى العملية السياسية، دون الحديث عن موقف “حفتر”.
والسؤال: هل أغلق “حفتر” ملف السياسة ليتجه للمواجهة العسكرية وفقط؟ وما تداعيات ذلك سياسيا وعسكريا؟

مناورة وهدنة للتحشيد

من جهته، أكد المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبية، مصطفى المجعي أن “حفتر” ذهب لموسكو لأن الخيار لم يكن بيده، ولا بيد داعميه الإقليميين، فلم يكن ليتجرأ على إدارة ظهره للروس ورفض أوامرهم وهم الذي أسندوا ظهره طيلة المدة الماضية، وربما كان ذهابه لغرض المناورة وأخذ فرصة للتحشيد، فقد كانت بنود الاتفاق بين يديه قبل ذهابه بيومين”، وفق معلوماته.
وأوضح أنه “من الصعب التكهن بأسباب مغادرته موسكو أو موقفه هذا نظرا لغياب المعلومة وغموض الموقف، لكن لا نستبعد أن يكون الظهير الإماراتي تحديدا يسعى لمصالحة أوروبا حول الملف الليبي، بعد أن أقصيت عن الواجهة في اتفاق موسكو، لصالح تركيا وروسيا”.

الخطوة القادمة

وحول الخطوة المقبلة حال رفض “حفتر” التوقيع رسميا، قال المجعي: “ربما تلقى وعودا بالدعم من قبل أبوظبي في حال تراجع الدور الروسي الداعم له، وحتى لو عاد إلى موسكو، فإنه سيدفع بتحشيدات عسكرية إضافية، وسيحاول تحقيق شيء ذي قيمة على الأرض، وسيمنح من قبل داعميه فرصة أخرى”.

وتابع: “ويبدو أن روسيا ليست مستاءة من موقف “حفتر” من التوقيع، لذا جاء الوقت الذي يجب أن تظهر فيه حكومة الوفاق براعتها وحنكتها، لإثبات فشل حفتر، وحشره في الزاوية، فإما الانصياع أو الإقصاء”، بحسب تصريحاته.

إسرائيل والإمارات

وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى التويجر رأى أن “عودة حفتر دون توقيع تؤكد أن مهمته في طرابلس ليست للتفاوض وإيجاد حل سياسي، بل هي القضاء على أي أثر للربيع العربي وقتل رموزه كما حدث في مصر تماما، ولذلك فإن أي حل يفضي إلى مشاركة دعاة الدولة المدنية الديمقراطية هو فشل ذريع أمام الإمارات التي كلفته بالمهمة ومن ورائها إسرائيل”.

وأشار إلى أن “الاتفاق في موسكو كان خاليا من الشروط ولم يلزمه بالعودة ولكنه كان تمهيدا لمؤتمر برلين الذي يهدف إلى حل سياسي على غرار المحاولات الفاشلة السابقة من الصخيرات إلى غدامس”.

وأضاف لـ”عربي21″: “لا أستطيع التكهن بردة فعل روسيا وتركيا على موقفه هذا، لكن استمراره في تدمير العاصمة سيشكل إحراجا لتركيا أولا والتي وضعت سمعتها ومصالحها في ليبيا على المحك وروسيا ثانيا التي تعهد رئيسها بسحب دعمه لحفتر إذا استمر على عناده”، كما قال.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى