لماذا تموت الكائنات البحرية في جميع أنحاء العالم؟

#سواليف

تصدرت أخبار #نفوق #الأسماك في العديد من #الشواطئ وسائل الإعلام، خاصة أن الأسباب وراء تلك الظاهرة لم تكن واضحة تماما، فقد طفت ملايين الأسماك النافقة على نهر في جنوب شرق أستراليا، في واقعة أثارت علامات استفهام عديدة، الأمر لم يكن محصوراً بالشواطئ الأسترالية وحسب، بل شهدت سواحل فلوريدا نفوق الملايين من الكائنات البحرية، كما تم رصد نفوق جماعي للأسماك في بولندا. في جميع أنحاء #العالم، تموت مخلوقات المياه العذبة والبحرية بأعداد كبيرة، مما يترك الخبراء في حيرة بشأن السبب.

مئات الأسماك النافقة على شاطئ بفلوريدا في 2018 (فرانس برس)
مئات الأسماك النافقة على شاطئ بفلوريدا في 2018 (فرانس برس)

سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء في تقرير لها حول هذه الظاهرة، وخلصت إلى أن #التغير_المناخي يلعب دوراً أساسياً في كيفية نفوق الأسماك، حتى أن التغيير المناخي قد يؤدي ووفق دراسات عديدة إلى #موت الملايين من الأسماك و #الكائنات_البحرية خلال السنوات القادمة .

كيف يؤثر التغيير المناخي على الأسماك؟

وفق تقرير للأمم المتحدة، فإن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من مخاطر الخسارة التي لا رجعة فيها للنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية. وقد لوحظت تغييرات واسعة النطاق، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية وأشجار المانغروف التي تدعم الحياة في المحيطات، وهجرة الأنواع إلى خطوط العرض والارتفاعات العليا حيث يمكن أن تكون المياه أكثر برودة.
وتحذر أحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، من أن أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم قد تكون على وشك الانقراض بحلول عام 2100. مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية اليوم، يقدر بنحو 60 في المائة من النظم البيئية البحرية في العالم تم تدهورها بالفعل أو يتم استخدامها بشكل غير مستدام. كما يهدد الاحترار بمقدار 1.5 درجة مئوية بتدمير 70 إلى 90 في المائة من الشعاب المرجانية، وتعني الزيادة بمقدار درجتين مئويتين خسارة ما يقرب من 100 في المائة – نقطة اللاعودة.

أكثر من نصف الأنواع البحرية في العالم قد تكون على وشك الانقراض بحلول عام 2100

بدأت تظهر تأثيرات البيانات السابقة مؤخرا، ووفق “واشنطن بوست”، فقد كان تكاثر الطحالب سبباً في نفوق المئات من الأسماك على شواطئ فلوريدا، إذ يؤدي التغيير المناخي، عادة إلى تكاثر الطحالب وغيرها من النباتات المائية التي تحرم الأسماك من الأكسجين.

يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات وموجات الحرارة البحرية إلى إخراج الكائنات البحرية من موائلها الطبيعية، بحسب الصحيفة، فقد تسبب تكاثر الطحالب الضارة، التي يطلق عليها المد الأحمر، في إرسال عشرات الأسماك الميتة إلى الشاطئ في جنوب شرق فلوريدا في الأسابيع الأخيرة. تسبب حدث مماثل للمد الأحمر في مقتل آلاف الأسماك في منطقة خليج سان فرانسيسكو الصيف الماضي.

المد الأحمر في خليج شيانغلو الصين 2021 (Getty)
المد الأحمر في خليج شيانغلو الصين 2021 (Getty)

تحدث الطحالب الحمراء، عندما تهب الرياح عبر سطح المحيط، إذ تدفع تلك المياه بعيدًا وتجلب مياها أعمق وغنية بالمغذيات إلى السطح. هذه العملية، المعروفة باسم “التدفق”، تخلق الظروف المثالية لتكاثر الطحالب، وتنتج الطحالب سموماً يمكن أن تقتل الأسماك والطيور البحرية، كما أنها تمنع ضوء الشمس من الوصول إلى النباتات الموجودة تحت الماء، مما يحرم الأسماك من الأكسجين. 

من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي العواصف المتطرفة، إلى تكاثر الطحالب عن طريق التسبب في تدفق المغذيات من الأرض إلى الماء. تشتبه السلطات في أن تكاثر الطحالب كان مسؤولاً عن موت حيوانات البحر الميت.

ليست البيئات الساحلية فقط هي التي تتعرض لخطر تكاثر الطحالب الضارة. يمكن أن يتسبب الجفاف، الذي قد يزداد تواترًا بسبب تغير المناخ، في غزو الطحالب البحرية لأنظمة المياه العذبة، وهو ما حدث عدة مرات في بحيرات المياه العذبة في الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين.

ماذا عن طيور البطريق؟

رد خبراء البيئة في يونيو/حزيران الماضي، سبب وفاة 500 من طيور البطريق على شواطئ نيوزيلندا إلى التغيير المناخي، ولفت الخبراء بحسب الصحف المحلية، إلى أنه مع ارتفاع درجات حرارة الماء كانت الأسماك الصغيرة التي تأكلها الطيور تسبح بشكل أعمق بحثًا عن مياه أكثر برودة، الأمر الذي جعل من الصعب على طيور البطريق إيجاد طعامها.
نظرًا لأن مصدر طعامهم الرئيسي بات بعيد المنال فإن طيور البطريق تفقد الوزن، وفي النهاية، إما أنها تتضور جوعاً حتى الموت أو تستسلم لانخفاض درجة حرارة الجسم لأن ليس لديها ما يكفي من الدهون للبقاء دافئة.

يمكن أن يختفي حوالي ثلث جميع الحيوانات البحرية في غضون 300 عام

في ولاية تسمانيا بجزيرة جنوب أستراليا، ليس لدى بعض الكائنات البحرية مكان تذهب إليه للهروب من ارتفاع درجات الحرارة لأنها لا تستطيع الهجرة جنوبا إلى المياه الجليدية للمحيط الجنوبي، ولذا فقد تعرضت المئات أيضاً الى النفوق.
وجد الباحثون أن عدد تنانين البحر الشائعة (Phyllopteryx taeniolatus) قد انخفض بنسبة 57 بالمائة خلال العقد الماضي عبر المواقع التي كانوا يراقبونها، كما كتب غراهام إدغار، عالم البيئة البحرية في جامعة تسمانيا، في تقرير له، أن نجوم البحر وقنافذ البحر بدأت تنخفض أعدادها.
وفق دراسات عديدة، يمكن أن يختفي حوالي ثلث جميع الحيوانات البحرية في غضون 300 عام – حيث تمتص المحيطات الحرارة الزائدة الناتجة عن البشر، ففي العام 2021، احتوت المحيطات على طاقة حرارية أكثر من أي وقت مضى منذ بدء حفظ السجلات قبل ستة عقود.
الحيتان والدلافين أيضاً
حدثت سلسلة من وفيات الحيتان والدلافين في الشمال الشرقي للقارة الأميركية، والسبب أيضاً التغيير المناخي، إذ لم تتمكن هذه الحيوانات من الحصول على طعامها، بعدما تقطعت السبل بها في شمال الأطلسي.
ووفق المسؤولين في ولاية نيوجيرسي فإن التغيرات في درجة حرارة المحيط وكيمياء المياه – التي يعزونها إلى تغير المناخ – يمكن أن تجذب الأسماك التي تتغذى عليها الحيتان بالقرب من اليابسة، مما يعرض الحيتان لخطر الاصطدام بسفن الشحن.

أسماك نافقة في باراغواي (أسوشييتد برس)
أسماك نافقة في باراغواي (أسوشييتد برس)

لا يعرف الخبراء سبب انجراف الحيتان والثدييات البحرية الأخرى إلى اليابسة، ولكن قد تكون عوامل بشرية لعبت أيضا ًدوراً من خلال السفن، أو استخدام توربينات الهواء، ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من معرفة الأسباب وراء انجراف مئات من الحيتان التجريبية إلى الشواطئ النائية لجزر تشاتام النيوزيلندية في حدثين منفصلين من “الجنوح الجماعي” العام الماضي وحدثا على بعد أيام فقط.

نفوق أسماك الأنهار

لم يكن الأمر مقتصراً فقط على الكائنات البحرية في المحيطات، فقد أظهرت تقارير عديدة نفوق العديد من الأسماك التي تعيش في المياه الحلوة، ووفق الخبراء، فإن نقص الأكسجين الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات الأخيرة تسببت في نفوق ملايين الأسماك في نهر بجنوب شرق أستراليا، على الرغم من أن بعض السكان المحليين ألقوا باللوم على الحكومة في سوء إدارة المياه.

ووصف جوي بيكر، خبير صحة الحيوانات المائية بجامعة سيدني، ذلك بأنه “حدث المياه السوداء” حيث تسبب الفيضان في دخول الكثير من المواد العضوية إلى نظام النهر”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى