سواليف – غالبا ما تتم الإشارة إلى شركات الإنترنت الكبيرة بأنها أخطبوط البيانات؛ نظرا لأنها تقوم بجمع بيانات المستخدم، حتى تتمكن من إظهار الإعلانات بما يتناسب مع اهتماماته ومتطلباته الشخصية، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن تعرف خدمات الويب الكثير من المعلومات الدقيقة عن المستخدم.
وإذا لم يدفع المستخدم ثمن خدمة الويب، التي يستعملها، فإنه يصبح في هذه الحالة المنتج نفسه، ويدفع تكلفة خدمات الويب المجانية من بياناته الشخصية.
وأوضح يوليان جراف، من مركز حماية المستهلك بولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، أن معظم شبكات التواصل الاجتماعي، التي يتم تمويلها من خلال الإعلانات، قد نصت في اتفاقيات الخصوصية وحماية البيانات والشروط والأحكام العامة للاستخدام، على أنها تقوم بجمع بعض المعلومات الشخصية.
وأضاف الخبير الألماني أن هذه المعلومات قد تضم الاسم أو العنوان أو تاريخ الميلاد، بالإضافة إلى المعلومات، التي يتم إدخالها أثناء تسجيل الدخول.
وقد تشتمل البيانات، التي يتم جمعها، على معلومات أكثر تفصيلا حول سلوكيات محددة للمستخدم على الويب، مثل جهات الاتصال، التي يتواصل معها ومدى تكرار هذه الاتصالات.
إظهار الإعلانات
وتقوم شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بجمع العديد من البيانات لإظهار الإعلانات بما يتناسب مع متطلبات المستخدم، والتي قد تضم معلومات من حساب المستخدم مثل الجنس والعمر والموقع والأجهزة المستخدمة، ومعلومات عن الأنشطة والسلوكيات على الويب من خلال مواقع الويب، التي يتم تمييزها بزر “أعجبني”، ومعلومات عن المعلنين وشركاء التسويق، التي تم الحصول عليها عن طريق المستخدمين خارج شبكة فيسبوك، وكذلك معلومات من حلول التسويق الخاصة بشبكة فيسبوك، والتي يتم ربطها بمواقع الويب الخارجية والتطبيقات.
وأضاف يوليان جراف قائلا: “هناك الكثير من شركات الإنترنت الكبيرة تقوم في قائمة الإعدادات بإظهار نوعية البيانات المحددة، التي يتم جمعها وتوقيتها وكيفية جمعها، ويمكن لمستخدم شبكة فيسبوك عن طريق بنود قائمة “الإعدادات/الإعلانات”، الاطلاع على المواقع المرتبطة بالإعلانات، والتي تم تمييزها بزر “أعجبني” أو الجهات المعلنة، التي تم التفاعل معها.
وتحت بند “معلوماتك” يمكن للمستخدم الاطلاع على السمات، التي يتم بها وصف المستخدم من قبل شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة، والتي يتم تصنيفها في فئات، مثل “يبعد عن موطنه” أو “كثير الأسفار” أو “الأصدقاء المقربين من المستخدم، الذين تحل أعياد ميلادهم خلال أسبوع”، ويمكن للمستخدم هنا تحديد الأشياء، التي يرغب في عدم تلقي إعلانات بشأنها، علاوة على أنه يمكن إيقاف إعلانات فيسبوك المخصصة تماما تحت بند “الإعدادات الإعلانات”.
ويسري ذلك أيضا على شبكة التدوين المصغر تويتر؛ حيث يمكن للمستخدم الاطلاع على المعلومات، التي يتم جمعها على شبكة التواصل الاجتماعي من خلال بنود القائمة “الإعدادات والخصوصية/بيانات تويتر الخاصة بك”، وتحت بند “اهتمامات تويتر” تظهر الفئات المتعلقة بالإعلانات والمخصصة للمستخدم، وإذا رغب المستخدم في تعطيل الإعلانات فإنه يمكنه القيام بذلك تحت بند “الخصوصية والأمان/التخصيص والبيانات”.
ملفات الكوكيز
ولا تقتصر عملية تتبع سلوكيات الإنترنت على شبكات التواصل الاجتماعي فحسب، بل يمكن عن طريق ملفات تعريف الارتباط أو ما يعرف باسم ملفات الكوكيز تقييم سلوكيات التصفح الخاصة بالمستخدم عبر مواقع الويب المختلفة، بحيث يتم استخدام هذه المعلومات لإظهار الإعلانات المخصصة حسب التفضيلات الشخصية.
وإذا رغب المستخدم في منع ذلك، فإن الخبير الألماني يوليان جراف ينصح بحظر ملفات الكوكيز من الشركات الأخرى، ومن الأمور المفيدة أيضا عزل الخدمات وشبكات التواصل الاجتماعي، التي تقوم بجمع الكثير من البيانات عن المستخدم، من خلال استعمالها في متصفح خاص بها.
طريقة SSO
ومن جانبها، تنصح بوابة التقنيات “موبايل زيشر.دي” الألمانية بعدم تسجيل الدخول في الخدمات ومواقع الويب الأخرى بنفس اسم المستخدم وكلمة المرور لحساب موجود بالفعل. وتتوفر طريقة تسجيل الدخول الموحد Single-Sign-on، والمعروفة اختصارا باسم SSO، في فيسبوك تحت اسم Facebook Connect وفي شبكة تويتر تحت اسم Twitter Auth ولدى جوجل تحت اسم Google OpenID.
وحذرت بوابة التقنيات الألمانية أن مشكلة طريقة SSO تكمن في أن شبكة فيسبوك تتمكن من خلال تسجيل الدخول عبر طريقة Facebook Connect من الاطلاع على الكثير من البيانات بشأن ما يفعله المستخدم خارج شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة، علاوة على أن الأطراف الأخرى يمكنها الوصول إلى البروفايل العام، والذي يشتمل على معلومات هامة مثل عناوين البريد الإلكتروني وقوائم الأصدقاء وجهات الاتصال.
وعلى الرغم من أن الإعلانات المخصصة تتيح للمستخدم الاطلاع على الإعلانات، التي تهمه وقد تلبي احتياجاته، إلا أن الخبير الألماني يوليان جراف يرى بأن هذه الإعلانات تمثل إشكالية؛ نظرا لأن جمع البيانات يهدد الخصوصية، فضلا عن أن جمع البيانات يؤدي إلى مخاطر جديدة، هل هذه البيانات تكون آمنة؟ ومن يتمكن من الوصول إليها؟ وماذا يحدث في حالة إساءة استعمال هذه البيانات؟ وأضاف الخبير الألماني أن المستخدم يقوم بالكشف عن بياناته وأسراره، التي يتم تحويلها إلى أموال لدى شركات الإنترنت الكبيرة.
د ب ا