لماذا انت حزين أيها الرجل الواقف على سلٌم المعالي

لماذا انت حزين أيها الرجل الواقف على سلٌم المعالي

محمود الشمايله

دمعك يقتلني حين ينزلق على وجنتيك كقطرة ندى طبعة قبلة على خد الورد..

لماذا انت حزين وجبينك ما زال يسجد لله مثل فقراء الوطن ومتعبية…؟!
يا معالي الوزير…. هل شعرت بمرارة الفقد حين جلست على مائدة الافطار ورحت تراقب ذلك المقعد الشاغر الذي كان مخصص لولدك الشهيد حين ارتقى بروحة في لحظة دفاع عن الوطن؟!.
لماذا انت حزين اذن؟!!!
هل عجزت عن دفع إيجار منزلك وأصبحت من المهددين بالحبس وثمة كومة من الأفواه الجائعة تنتظر طرود الخير على موائد اللئام حين اصروا على تصوير أنفسهم وهو يوزعون إكياسهم البائسة على الكرام؟؟!

هل انت مصاب بحصوة الكلى وعليك الأصطفاف في طوابير التفتيت في مستشفى حمزة او البشير وانت لا تملك حتى اجرة الباص؟!

ام انك جربت وصفة ناصر جودة حين صرح انه يستطيع تناول وجبة كاملة في مطعم هاشم دينارين ثم التسوق وسط البلد بالباقي؟؟!.

لست أراهن على حزنك فيما لو قلت انك ربما عجزت عن دفع رسوم جامعة حكومية لولدك ثم جعلته يترك الجامعة ويلتحق بقوات الدرك..

لست مندهش من حزنك ولا حتى من دموعك فقد الفنا هذه الاحزان وبدأنا بالتعايش معها منذ زمن بعيد…
ولم تعد هذه الخيبات تشكل لنا وجعا حين وجدنا أنفسنا وجه لوجه امام دمعة ام شهيد حضنت أحفادها ووعدتهم بشراء ملابس جديدة لهم حين ميسرة.

أيها الوزير صاحب المعالي والمآسي..
لم يعد وجهك يشبه وجوهنا ولا حزنك يشبه حزننا…
اختلطت علينا دموع التماسيح حين بكت على عجز موازنتكم واشفقتم علينا حين مددتم أيديكم الى جيوبنا..

وانتم تعلمون أن لا جيوبنا ستملأ خزائنكم…. ولا خزائنكم ستنير عتمة مستقبلنا.
لا الحمار بيشبع ولا الحشيش بخلص).

متى ستشبعون..
كيف لنا أن نملأ كروشكم؟؟!
من يمسح دمعنا……

ابكي كما تشاء ولا تخجل ..
فالبكاء ليس شأنا نسائيا…
الرجال أيضا يدمعون قهرا….

يا سيدي الوزير ..
فوت وسكر الباب وراك وابكي على كيفك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى