للنواب فقط +18 / علي المستريحي

للنواب فقط +18

ابهرتني كلمات النواب قبل قليل من #مجلس_النواب التي وقفت لها مصفقا وشعرت بأن جيوبي الفارغة إمتلأت حتى انني ملأت بنزين سيارتي (فل) بعد سماعي لهذا الحس الوطني العظيم وهذا المشهد المفعم بالمواطنية و الذي اغرورقت عيناي عند انتهاءه وكأنني اريد ان لاتنتهي هذه الجلسة النيابية.

هذه الجلسة التي لم نلمس بها سوى اشارات واستعراضات جميعها توحي لنا بأننا نملك نواب بسرعة 4G لتحقيق طلبات وامنيات المواطنين، فتمنيت لو يمكنني الوقوف على ذلك المنبر السحري في مجلسهم الموقر لكي يتسنى لي ان انقل بعض العبارات التي تلخص الحاجة الضرورية لكل مواطن و التي لم يتطرق لها اي نائب من سعادة النواب.

المواطن يا سعادة النائب ليس (ملف #اللاجئين وليس ملف #الاستثمار ولا #المنصة الالكترونية) حتى لو كان لهذا الملفات اثر على حياته الكريمة التي هي حق اصيل والتزام لا يحتمل النقاش والمزاودة.

مقالات ذات صلة

لغاية هذه اللحظة لم نرى نائبا واحدا تطرق لما يدور في ذهن #المواطن ولم نلمس منهم من يفكر بعقلية المواطن #الاردني، ذلك الاب ل 10 ابناء منهم 5 على مقاعد الدراسة الجامعية و 4 طلاب مدارس وواحد يبحث عن عمل وكل يوم في شأن، #الاردني صاحب السيارة الكيا المكشنته التي لا تعمل سوى بالتعشيق سعادتك، #الاردني أمثال (فارس) الذي لا يزال ينام بلا مأوى على الدوار السابع منذ 6 سنوات بعد ان كان ولازال مواطنا صالحا يدعو لكم بالخير والشكر رغم انه ينام فراشه الارض و غطاءه السماء.

المواطن الاردني لا يهمه يا سعادة النواب سوى (#البطالة و #الفقر) أما ما نسمعه من اعزائنا النواب من مطالبات سيبرانية مشفرة لا يفهمها المواطن ما هي سوى مطالبات ومفاهيم تسبق وقتها، كالذي يطلب بحرا لملأ كأس ماء، مطالبات غايتها بدت واضحة لا تخرج من اطار الاستعراض على شاشات التلفاز لكي يهتف المواطن بأن النائب (فلان) رائع وقد تقدم بطلب، وهذا المواطن اصلا لا يعلم تعريف واضح للمصطلحات التي طالب بها النائب سوى انه تقدم بطلب وان صوته كان مرتفعا على المنبر.

كفانا شعرا وقصائد وكفانا شعارات مبجلة، وكفانا استخفافا بعقول المواطنين، المواطن يريد ان يسمع مصطلحات بسيطة و مفهومة، والمواطن يريد ان يستمع لمفاهيم عامية حول العيش الكريم الذي يفهمه هو وليس الذي تفهمونه انتم اعزائنا النواب.

المواطن لا يهمه تصنيف الائتمان ولم يعد يهمه الطاقة المتجددة، ولن يستوعب فكرة النووي المزعوم، وهو اخر من يفكر بالقطار السريع، والايفون 8، وذلك المواطن ليس من اهتماماته الناتج المحلي ولا صافي الدين، المواطن بكل صراحة لا يهتم ان كانت نسبة الصادرات ارتفعت 4.38 فكل ما يهمه الان هو قوت يومه وعمل يحقق له القليل من الامنيات ويوفر له تعليم جيد لابناءه وطريق غير مزدحم ليصل مكان عمله في الوقت المحدد دون ان يضطر لأن يخرج فجرا او يتفاجئ بخصم نصف راتبه بدل تأخير.

اما فيما يخص الحكومة فالشعب الاردني شعب طيب، قلبه ابيض وتحمل جميع الازمات الاقتصادية التي واجهت الوطن على مر السنين، وجاء دور الحكومة لكي تشكر المواطن على سعة تحمله، وعليها ان تبادر في تفحص اقتصاد الناس وأحوالهم المادية وقدرتهم المعيشية لكي ترد لهم الجميل بكل ما هو جميل ، المواطن يعلم انه لا وجود لعصا سحرية تغير من الأوضاع بين ليلة وضحاها لكن كل ما يحتاجه هذا المواطن احترام لذاته وإشعاره بقيمته وعزته وكرامته، ووجود من يهتم لأمره ويبث فيه التفاؤل وروح الامل ويعده بما هو أفضل حتى لو لم يتحقق.

بكل تأكيد لو تحقق ما سبق (صدقا وشكرا واحتراما) ستجد الأردنيين حينها صابرون على ضرورات الحياة التي لم تعد تتوفر لهم لأنهم بكل شجاعة وبكل روح سمحة يؤمنون بما جاء في كتابه عز وجل (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص منالأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (.

أما من يعتقد أن “السكوت” علامة الرضى فهو مخطئ، والواقع يشهد على أن السكوت لطالما كان ناقوس يدق ابواب الاستقرار وما هو سوى “غليان على نار هادئة” و قليل من “الريح التي تسبق العاصفة” وبات الكثير الكثير سكوتا ليس خوفا انما لينالوا ثواب الصابرين.

لن اتحدث عن الامن والامان، ولا عن التقلبات الاقليمية من حولنا، لأنها باتت عبارات مستهلكة حفظناها أبا عن جد وعن ظهر غيب، وكلنا ندعوا في صلواتنا ان يحفظ الاردن وأهلها ومليكها وان يستودع وطننا ليبقى وطن العزم بأهله وجنده ولا احد يزاود على ذلك، انما نتحدث اليوم عن واقع وفجوة حقيقة بين مجتمع منقسم لنصفين (طبقة تتسلق على ظهر طبقة) فتعيش الطبقة لتطالب وتموت الطبقة الاخرى وهي تستمع لتلك المطالب، وكفانا بالله شهيدا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى