للمرة الأولى منذ 11 عاما.. الأردن لم تسجل أي موجة حارة خلال شهري تموز و آب

#سواليف

تأثرت المملكة هذا الصيف وخلال شهري تموز و آب بدرجات #حرارة اعتيادية صيفية مع تأثرها بفترات اعتدال طويلة ورطبة على غير العادة مقارنة مع شهري #تموز و #آب وذلك بسبب دورانية غير اعتيادية للغلاف الجوي دون تأثر المملكة بموجات حارة أو اي فترة حارة هامة وبشكل نادر الحدوث ، وعلى حسب النتائج الاحصائية فإن ذلك يرفع أحيانا من فرص أداء #موسم_مطري جيد بنسب متفاوتة، وهذه هي المرة الأولى منذ صيف 2013.

مقدمة|
وبالرغم من تأثر المملكة بموجة #حارة حادة خلال منتصف شهر حزيران من هذا الصيف وتزامنا مع عدة فترات حارة، فإن دوارنية الغلاف الجوي تغيرت بسرعة مع نهايات شهر 6 بسبب حصول تغيرات هامة على عدة #عوامل_مناخية رئيسية وتفاوت في درجات الحرارة في منطقة المحيطات الكبرى، نتج عن ذلك تغيرات هامة في مسار التيارات النفاثة في الغلاف الجوي وتركز #الموجات_الحارة وانحرافها نحو أوروبا وأمريكا الشمالية.

النتائج الأودلية من النموذج المناخي لمركز وسم الإقليمي لدورانية الغلاف الجوي خلال الصيف، والتي حازت على دقة فائقة


غياب تام للموجات الحارة والفترات الحارة|
ونتيجة لاستمرارية تأثير الرياح الشمالية الغربية عبر البحر المتوسط، تسبب ذلك في انزياح مركز منخفض الهند الموسمي والمسؤول عن الموجات الحارة نحو الأردن نحو الشمال أكثر من المعتاد واتجاهه نحو شمال سوريا وتركيا وجزيرة قبرص بتعمق أكثر من المعتاد، كذلك تعمق هذا النظام فوق وسط الجزيرة العربية والذي نتج عنه معدلات أمطار عالية جدا في جنوب غرب السعودية ومنطقة مكة المكرمة.

وما يثير الاستغراب في دورانية الغلاف الجوي خلال شهري تموز وآب هو تقدم الفاصل الاستوائي ITCZ نحو الشمال أكثر من المعتاد بكثير بسبب نشاط موجات روسبي الاستوائية القادمة من شبه القارة الهندية، ونتيجة لاشتداد وتعمق منخفض الهندي الموسمي.

تقدم الفاصل الاستوائي من المفترض أن يرفع #الحرارة كثيرا نحو شمال السعودية وبلاد الشام بسبب الدورانية الاستوائية- شبه الاستوائية والثيرمودنيناميكية  العالية والديناميكية الناتجة عنها، إلا أن سلوك غريب آخر للتيار النفاث شبه الاستوائي وضعفه الحاد تسبب في دفع المرتفع الجوي الأوزوري من البحر المتوسط نحو منطقة بلاد الشام واشتداد الرياح الشمالية الغربية التي نتج عنها اعتدال الطقس في العديد من الفترات نحو شمال السعودية ومنطقة بلاد الشام، ونتج عن ذلك أيضا تدفق شديد للرياح الموسمية الرطبة وزيادة تأثيرها على جنوب غرب السعودية حتى منطقة مكة المكرمة بشكل نادر الحدوث، حيث سجلت مدينة جازان جنوب غرب السعودية #كميات_الأمطار الأعلى في تاريخ السجلات المناخية الحديثة.

معدلات أمطار كبيرة ونادرة وقد تكون غير مسبوقة في الصحراء الكبرى


هذا التنظيم الغريب في الغلاف الجوي والذي ساهم في قراءة خاطئة للنماذج المناخية طويلة المدى عن شدة هذا الصيف الذي كان يفترض أن يكون شديد الحرارة لفترة طويلة ونتيجة لهذه الدورانية في منطقة بلاد الشام وشمال السعودية، إلا أن تغير حرارة منطقة المحيط الأطلسي الاستوائية وتغير حرارة منطقة المحيط الهادئ تسببت في اضطرابات غريبة على التيارات النفاثة وتركز الموجات الحارة نحو أوروبا وأمريكا الشمالية والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية واشتداد عملية التبادل الحراري بين العروض شبه الاستوائية والقطبية بشكل مبكر، وكأنها عملية إعادة التوزان الحراري في الغلاف الجوي الذي ارتفعت حرارته كثيرا في المنطقة شبه الاستوائية والعروض الوسطى خلال الفترة السابقة عندما اشتدت ظاهرة النينيو وتزامنها مع اشتداد غريب وقوي للتيار النفاث القطبي.

الموجات الحارة كانت بعيدة عن الأردن طيلة شهري 7 و 8 للمرة الأولى منذ صيف 2013|
ولم تحدث هذه الظاهرة منذ 11 عاما، مما يثبت ندرتها وهذا يستدعي على الكثير من الدراسات المناخية الأخيرة في الأردن والمنطقة العربية للمراجعة مرة أخرى، حيث أن التغيرات المناخية تظهر بشكل مختلف في المنطقة العربية مقارنة مع العروض الوسطى والقارة الأوروبية.

وتتعرض منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشرق المتوسط وشمال مصر لزيادة كبيرة على معدلات الأمطار منذ 15 عاما تقريبا بسبب الدورانية غير الاعتيادية للغلاف الجوي، ومع اشتداد تأثير الموجات الحارة التي وصلت ذروتها بين أعوام 2015 وحتى 2021، ثم تراجع شدة حرارة الصيف بسرعة منذ عام 2021 في بعض مناطق شمال غرب الجزيرة العربية وشرق المتوسط، وعدم تسجيل أي موجة حارة خلال شهري 7 و8 من هذا الصيف وبشكل نادر الحدوث موسميا وتكرار الموجات الحارة القوية وبشكل متتابع ونادر الحدوث نحو القارة الأوروبية، فإن هذا ينذر أن التغيرات المناخية بدأت تأخذ منحنى خطير وجديد كليا مقارنة مع السنوات السابقة.

حرارة أعلى من المعدل في معظم مناطق أوروبا ووسط البحر المتوسط وشرق الجزيرة العربية، وحول معدلاتها الموسمية في الاردن وأجزاء من شرق المتوسط ونطاق واسع من غرب المتوسط ، ودون المعدل شمال غرب بريطانيا


الحرارة لم تتجاوز 30 مئوية في مرتفعات غرب الأردن العالية معظم أيام شهري 7 و 8..
وبسبب تأثير واستمرارية الرياح الشمالية الغربية المعتدلة، فلوحظ أن درجات الحرارة كانت لا تتجاوز 30 مئوية في المرتفعات الغربية العالية التي تتجاوز 1000 مترا، وأعلى حرارة تم تسجيلها خلال هذه الفترة على هذه المرتفعات هي بحدود 33 مئوية متجاوزة قليلا معدلاتها الموسمية وذلك خلال بدايات شهر 7.

وتأثرت المملكة خلال شهر آب بصيف معتدل تماما وعلى عكس الوضع الاعتيادي الذي يتميز بدرجات الحرارة المرتفعة أو ارتفاع فرص تأثير الكتل الهوائية الحارة، أو موجة حارة قوية واحدة أحيانا، وهذا يثبت السلوك الغريب لدورانية الغلاف الجوي خلال الأسابيع الأخيرة.

كذلك شهدت المنطقة ارتفاعا حادا على نسبة الرطوبة السطحية خلال الفترة السابقة ناتجة من ارتفاع حرارة مياه منطقة البحر المتوسط، كذلك استمرارية تواجد الغيوم المنخفضة في العديد من الأيام.

ويتوقع مركز وسم الإقليمي أن تظهر بوادر فصل الخريف مبكرا هذا العام ، وعلى عدة فترات قد تفصلها ارتفاعات مؤقتة وقليلة على درجات الحرارة مع استمرارية الدورانية الحالية للغلاف الجوي.

وبالرغم من غياب الموجات الحارة تماما في شهري 7 و 8، إلا أن هذا الصيف ( فترة أشهر 6-7-8 ) سجلت معدل حرارة أعلى بحدود 1 درجة مئوية إلى 1.5 عن المعدلات الموسمية الطبيعية في منطقة شرق البحر المتوسط بسبب الفترات الحارة التي حدثت خلال شهر 6.

ومع غياب محطات الرصد الجوي عن المنطقة وندرتها، أو كفاءتها المنخفضة، فإن مركز وسم الإقليمي يعتمد أيضا على البيانات المعاد معالجتها عبر نماذج NCEP و ERA5 لزيادة الدقة ومعالجة هامش الخطأ الوارد.

اعلان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى