تسبب في وفاة مليون شخص وإصابة 4 ملايين آخرين.. ما هو مرض النوم الغامض؟

#سواليف

حقائق رئيسية

تسبب #مرض_النوم أو #داء_المثقبيات الأفريقي البشري #طفيليات الأوّالي المنتمية إلى جنس المثقبيات، تنقلها #ذبابة_التسي_تسي الحاملة لعدوى المرض الذي يتوطن 36 بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويعتبر المرض فتاكا إن لم يُعالج.
يعيش الناس الأكثر عرضة لذبابة التسي تسي وللإصابة بالمرض في مناطق ريفية ويعتمدون على الزراعة أو صيد الأسماك أو تربية الحيوانات أو الصيد.
يتخذ داء المثقبيات الأفريقي البشري شكلَين رهناً بالفصيلة الفرعية من الطفيلي المسبب له، وتستأثر المثقبية البروسية الغامبية بأكثر من 95% من الحالات المبلَّغ عنها.
أدّت جهود المكافحة المتواصلة إلى خفض عدد الحالات الجديدة، فتراجع عدد الحالات المبلغ عنها في عام 2009 إلى أقل من 000 10 حالة لأول مرة منذ 50 عاماً، حيث سجلت 992 و663 حالة في عامي 2019 و2020 على التوالي
يتّسم تشخيص المرض وعلاجه بالتعقيد ويتطلبان كادراً بمهارات متخصصة.

داء المثقبيات الأفريقي البشري – المعروف أيضاً باسم مرض النوم – هو مرض طفيلي منقول، تسببه العدوى بأحد طفيليات الأوّالي المنحدرة من جنس المثقبيات. وهو ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات ذبابة التسي تسي (من جنس اللواسن) التي تكتسب عدواها من البشر أو من حيوانات تثوي طفيليات مُمْرضة للبشر.

وينتشر ذباب التسي تسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فقط ولكن لا يقدر على نقل المرض إلاّ فصائل معيّنة منه. ولأسباب لا تزال مجهولة، هناك مناطق كثيرة ينتشر فيها ذباب التسي تسي ولكن لا وجود لمرض النوم فيها. ويمثل سكان الأرياف الذين يعيشون في مناطق يسري فيها المرض ويعتمدون على الزراعة أو صيد الأسماك أو تربية الحيوانات أو الصيد أكثر الفئات تعرّضاً للدغ ذبابة التسي تسي المسببة للمرض. ويظهر المرض في مناطق يتراوح حجمها بين قرية واحدة ومنطقة بأكملها، ويمكن أن تختلف شدته من قرية إلى أخرى في المنطقة الموبوءة نفسها.
أشكال داء المثقبيات الأفريقي البشري

يتخذ داء المثقبيات الأفريقي البشري شكلَيْن رهناً بالفصيلة الفرعية من الطفيلي المسبب للمرض:

توجد المثقبية البروسية الغامبية في 24 بلداً في غرب أفريقيا ووسطها. ويستأثر هذا الشكل بـ97٪ من حالات مرض النوم المبلّغ عنها ويسبب عدوى مزمنة. وقد يُصاب الشخص بالعدوى لأشهر أو حتى أعوام دون أن تظهر عليه علامات أو أعراض مرضية كبيرة. وعندما تظهر أعراض المرض بشكل أوضح يكون المريض غالباً في مرحلة متقدمة يُصاب فيها الجهاز العصبي المركزي.
توجد المثقبية البروسية الروديسية في 13 بلداً واقعاً في شرق أفريقيا وجنوبها. وتشكّل حالياً أقل من 3٪ من الحالات المبلّغ عنها وتسبب عدوى حادة. وتُلاحظ علامات المرض وأعراضه الأولى بعد مضي بضعة أسابيع أو أشهر على الإصابة بعدواه. ويتطوّر المرض بسرعة ويطال الجهاز العصبي المركزي. وأوغندا هي البلد الوحيد الذي يظهر فيه شكلا المرض كلاهما، ولكن في مناطق منفصلة.

وهناك شكل آخر لداء المثقبيات يظهر أساساً في أمريكا اللاتينية، ويُعرف باسم داء المثقبيات الأمريكي أو داء شاغاس. وينتمي الكائن المسبب له إلى جنيس مختلف من المثقبيات، ويُنقل بواسطة ناقل مختلف، وتختلف خصائص المرض عن داء المثقبيات الأفريقي البشري.
داء المثقبيات الحيواني

هناك فصائل طفيلية أخرى وفصائل فرعية من جنس المثقبيات مُمرضة للحيوانات وتتسبّب في إصابة الحيوانات البرّية والداجنة بداء المثقبيات الحيواني. ويُطلق على هذا المرض الذي يصيب الماشية اسم “ناغانا”. ويشكّل داء المثقبيات الحيواني، خصوصاً عندما يصيب الماشية، عائقاً كبيراً يحول دون تحقيق التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية المتضرّرة.

ويمكن أن تثوي الحيوانات الطفيليات البشرية الممرضة، وبخاصة المثقبية البروسية الروديسية، التي تشكّل الحيوانات الداجنة والبرّية مستودعاً هاماً لطفيلياتها. كما يمكن أن تُصاب الحيوانات بعدوى المثقبية البروسية الغامبية ويُحتمل أن تشكل مستودعاً لها على نطاق أضيق. غير أنّ الغموض ما زال يحيط بالدور الوبائي للمستودع الحيواني في شكل المثقبية الغامبية من المرض.
الأوبئة البشرية الرئيسية

شهدت أفريقيا اندلاع عدة أوبئة خلال القرن الماضي:

اندلع وباء بين عامي 1896 و1906، وطال أساساً أوغندا وحوض الكونغو؛
اندلع وباء ثان في عام 1920 في عدد من البلدان الأفريقية؛
اندلع أحدث الأوبئة في عام 1970 واستمر حتى نهاية التسعينيات.

وتمّت السيطرة على الوباء المندلع في عام 1920 بفضل جهود الفرق المتنقلة التي تولت فحص ملايين الأشخاص المعرّضين لمخاطر الإصابة بالمرض. وبحلول منتصف الستينيات، تسنّت السيطرة على المرض، حيث لم يزد عدد الحالات المبلغ عنها في القارة بأكملها عن 5000 حالة. وبعد هذا النجاح تراخت أنشطة الترصد، ممّا أدّى إلى عودة ظهور المرض بمعدلات وبائية في عدة مناطق بحلول عام 1970. وقد تسنّى عكس مسار هذا المنحنى بفضل الجهود التي بذلتها المنظمة وبرامج المكافحة الوطنية والتعاون الثنائي والمنظمات غير الحكومية خلال تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين.

ونظراً للانخفاض الكبير في عدد الحالات الجديدة لداء المثقبيات الأفريقي البشري المبلغ عنها بين عامي 2000 و2012 بفضل تنسيق الجهود المبذولة على الصعيد الدولي، تستهدف خارطة الطريق التي وضعتها المنظمة بشأن أمراض المناطق المدارية المهملة التخلص من المرض بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العامة بحلول عام 2020 ووقف انتقاله بحلول عام 2030 (لبلوغ مرحلة انعدام الحالات).
عبء المرض

يهدّد مرض النوم صحة ملايين الأشخاص في 36 بلداً من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويعيش الكثير من الفئات السكانية المتضرّرة في مناطق نائية تعاني من محدودية إتاحة الخدمات الصحية اللازمة، ممّا يعرقل الاضطلاع بأنشطة الترصد ويحول، بالتالي، دون تشخيص الحالات وعلاجها. إضافة إلى ذلك، يعدّ النزوح السكاني ونشوب الحروب من العوامل الهامة التي تسهّل انتقال المرض.

في عام 1998 أُبلغ عن 000 40 حالة تقريباً، ولكن التقديرات تشير إلى أن 000 300 حالة أخرى لم تُشخص وبالتالي لم تُعالج.
بلغت معدلات انتشار المرض أثناء آخر موجة وبائية 50% في عدة قرى في كل من أنغولا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكان مرض النوم أول أو ثاني أكبر سبب للوفيات في تلك المجتمعات المحلية، متقدماً حتى على فيروس العوز المناعي البشري/ الإيدز.
في عام 2009، وبفضل استمرار الجهود المبذولة لمكافحة المرض، انخفض عدد حالات الإصابة المبلغ عنها إلى أقل من 000 10 حالة (9878 حالة) لأول مرة منذ 50 عاماً. وتواصل هذا الانخفاض في عدد الحالات إلى أن وصل إلى 992 و663 حالة جديدة مبلغ عنها في عامي 2019 و202 على التوالي، وهو أدنى مستوى بلغه المرض منذ بدء الجمع المنهجي لبياناته على الصعيد العالمي قبل 80 عاماً. وتشير التقديرات إلى أن عدد السكان المعرضين لخطر الإصابة بالمرض يبلغ 55 مليون نسمة خلال الفترة 2016-2020؛ مع تعرض 3 ملايين نسمة فقط لخطر معتدل أو مرتفع.

توزيع المرض في الوقت الحالي

يختلف انتشار المرض من بلد إلى آخر، وكذلك من منطقة إلى أخرى ضمن نطاق البلد الواحد.

في السنوات الخمس الماضية، تركز أكثر من 70% من الحالات المبلّغ عنها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع الإعلان عن أقل من 000 1 حالة سنوياً في المتوسط.
أعلن كل من أنغولا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وغابون وغينيا والكونغو وملاوي عن حالات جديدة تراوح عددها بين 10 حالات و100 حالة جديدة في عام 2019، فيما أعلنت كل من أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة وزامبيا وزمبابوي وغابون وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار عن حالات جديدة تراوح عددها بين حالة واحدة و10 حالات في العام نفسه.
أفادت بلدان مثل بوركينا فاسو وغانا ونيجيريا بظهور حالات متفرقة خلال السنوات العشر الأخيرة.
لم تبلغ بلدان أخرى، مثل إثيوبيا، وبنن، وبوتسوانا، وبوروندي، وتوغو، ورواندا، والسنغال، وسوازيلند، وسيراليون، وغامبيا، وغينيا بيساو، وليبريا، ومالي، وموزامبيق، وناميبيا، والنيجر، عن أي حالات جديدة منذ ما يزيد على عقد من الزمن. ويبدو أنّ انتقال المرض قد توقّف في بعض تلك البلدان، ولكنّ لا تزال هناك بعض المناطق التي يصعب فيها تقييم الوضع بدقة نظراً إلى عرقلة أنشطة الترصد والتشخيص بفعل عدم استقرار الظروف الاجتماعية و/ أو صعوبة الوصول إلى الأماكن النائية.

العدوى والأعراض

ينتقل المرض إلى الإنسان أساساً بواسطة لدغة ذبابة التسي تسي الحاملة لعدوى المرض، ولكن هناك سُبل أخرى للإصابة بالعدوى، تشمل ما يلي:

انتقال العدوى من الأم إلى طفلها: يمكن أن تخترق المثقبية المشيمة وتصيب الجنين.
يمكن حدوث انتقال ميكانيكي بواسطة حشرات أخرى ماصة للدم، وإن كان من الصعب تقييم أثرها الوبائي.
حدثت حالات عدوى عرضية في بعض المختبرات من جرّاء التعرّض لوخز الإبر الملوّثة.
تم الإبلاغ عن انتقال طفيلي المرض بواسطة الاتصال الجنسي.

وتتكاثر المثقبيات في المرحلة الأولى في الأنسجة الموجودة تحت الجلد وفي الدم والخلايا اللمفاوية. وتُسمى هذه المرحلة من المرض أيضاً بالمرحلة الدموية اللمفاوية التي تنطوي على الإصابة بنوبات من الحمى والصداع وتضخم الغدد اللمفاوية وآلام المفاصل والحكة.

أمّا المرحلة الثانية، فتعبر فيها الطفيليات حاجز الدم في الدماغ لتصيب بعدواها الجهاز العصبي المركزي. وهو ما يعرف باسم المرحلة العصبية أو الدماغية السحائية. وتتزامن هذه المرحلة عموماً مع ظهور علامات المرض وأعراضه بوضوح، من قبيل: التغيّرات السلوكية والتشوش والاضطرابات الحسيّة وضعف التناسق الحركي، علماً أن اضطراب دورة النوم، الذي يُسمّى به المرض، من السمات الهامة التي تميّز المرحلة الثانية من الإصابة بالمرض. ويُعتبر مرض النوم فتاكاً إن لم يُعالج، رغم الإبلاغ عن حالات لحاملين للمرض يتمتعون بالصحة.
التدبير العلاجي للمرض: التشخيص

يتمثل التدبير العلاجي للمرض في الخطوات الثلاث التالية:

إجراء فحص الكشف عن عدوى محتملة. وينطوي على إجراء اختبارات مصلية (متاحة لكشف المثقبية البروسية الغامبية فقط) وتحرّي العلامات السريرية- وبخاصة تورّم الغدد اللمفاوية العنقية.
تشخيص المرض عن طريق البت فيما إذا كان الطفيلي موجوداً في سوائل الجسم.
تحديد مرحلة المرض للوقوف على حالة تطوره. وينطوي ذلك على فحص السائل الدماغي النخاعي المأخوذ بواسطة البزل القطني، وتحليله في بعض الحالات.

ويجب التعجيل، قدر الإمكان، بتشخيص المرض لتفادي تطوره إلى المرحلة العصبية واللجوء إلى إجراءات علاجية معقّدة ومحفوفة بالمخاطر.

وتعدّ المرحلة الأولى الطويلة نسبياً للإصابة بمرض النوم الناجم عن المثقبية البروسية الغامبية غير المصحوبة بأعراض من الأسباب التي تستدعي التوصية بإجراء فحص شامل ونشط للفئات السكانية المعرضة للخطر، من أجل تحديد المرضى في مرحلة مبكرة والحدّ من انتقال العدوى عن طريق منع تحولهم إلى مستودع لإيوائه. ويتطلّب الفحص الشامل استثماراً كبيراً في الموارد البشرية والمادية. وغالباً ما تعاني أفريقيا من شحّ تلك الموارد، ولاسيما في المناطق النائية التي توجد فيها معظم حالات المرض. وعليه فقد يفارق بعض المصابين بالعدوى الحياة قبل التمكّن حتى من تشخيص حالتهم وعلاجهم.
العلاج

يتوقف نوع العلاج على شكل المرض ومرحلة الإصابة به. وكلّما حدّد المرض في وقت مبكر، كان احتمال علاجه أفضل. ويستدعي تقييم حصائل العلاج متابعة حالة المريض لمدة تصل إلى 24 شهراً ويستلزم إجراء تقييم سريري وإجراء فحوص مختبرية لسوائل جسم المريض، بما يشمل فحص السائل النخاعي عن طريق البزل القطني في بعض الحالات، لأن الطفيليات قد تظل حية في جسم المريض لفترات طويلة من الزمن وتصيبه بالمرض مجدداً بعد مضي شهور على علاجه.

ويعتمد نجاح العلاج في المرحلة الثانية من المرض على الأدوية التي تعبر حاجز الدم في الدماغ للوصول إلى الطفيلي.

وقد أصدرت المنظمة في عام 2019 مبادئ توجيهية جديدة بشأن علاج داء المثقبيات الأفريقي البشري الغامبي. وهناك ستة أدوية مختلفة تُستعمل لعلاج مرض النوم، وهي أدوية تتبرع بها الشركات المصنّعة إلى المنظمة، وتُوزّع مجاناً على البلدان الموطونة بالمرض.

وفيما يلي الأدوية المستعملة لعلاج المرض في مرحلته الأولى:

البنتاميدين: اكتشف في عام 1941، وهو يُستعمل لعلاج المرحلة الأولى من مرض النوم الناجم عن المثقبية البروسية الغامبية. ويتحمّل معظم المرضى الدواء بشكل جيد، رغم بعض الآثار الجانبية التي لا يمكن إغفالها.
السورامين: اكتشف في عام 1920، ويُستعمل لعلاج المرحلة الأولى من مرض النوم الناجم عن المثقبية البروسية الروديسية. ويسبب استعماله بعض الآثار غير المرغوب فيها، بما يشمل تسمم الكلية وتفاعلات الحساسية.

وفيما يلي الأدوية المستعملة لعلاج المرض في مرحلته الثانية:

الميلارسوبرول: اكتشف في عام 1949، وهو يُستعمل لعلاج الشكلين من عدوى المرض الغامبية والروديسية. وهذا الدواء مشتق من الزرنيخ وله عدة آثار جانبية غير مرغوب فيها، ومن أكثرها وخامة اعتلال الدماغ التفاعلي (متلازمة اعتلال الدماغ) التي يمكن أن تسبب الوفاة (بنسبة تتراوح بين 3 و10٪). ويُوصى حالياً باستعمال هذا الدواء كخط دفاع أول ضد داء المثقبيات بشكله الروديسي، ولكنه نادراً ما يُستعمل لعلاج الداء بشكله الغامبي.
الإيفلورنيثين: سُجّل هذا الجزيء الأقل سميّة بكثير من الميلارسوبرول في عام 1990، وهو فعال ضد المثقبية البروسية الغامبية فقط. ويُستعمل عموماً بالاقتران مع النيوفروتيموكس (في إطار إعطاء العلاج المركب بتوليفة النيفورتيموكس والإيفلورنيثين)، ولكن يمكن استعماله أيضاً كعلاج أحادي. ويتسم مقرره العلاجي بالتعقيد وصعوبة التطبيق.
النيفورتيموكس: اعتُمد في عام 2009 المركب العلاجي بتوليفة النيفورتيموكس والإيفلورنيثين. ويبسّط هذا العلاج استعمال الإيفلورنيثين عن طريق تقليل مدة العلاج وعدد مرات إعطاء سوائل الإرواء عبر الوريد، ولكن لسوء الحظ لم تُجر دراسات بشأن نجاعته ضدّ المثقبية البروسية الروديسية. والنيفورتيموكس دواء مسجّل لعلاج داء المثقبيات الأمريكي وليس داء المثقبيات الأفريقي البشري. وتزوّد المنظمة البلدان الموطونة بالداء بالدواءين مجاناً في شكل مجموعة لوازم تحتوي على جميع المواد اللازمة لإعطائهما للمرضى.

ويُستعمل الدواء التالي لعلاج المرض في مرحلتيه:

الفيكسينيدازول، وهو علاج يُؤخذ عن طريق الفم لعلاج داء المثقبيات الأفريقي البشري الغامبي، وقد أدرج في قائمة الأدوية الأساسية الصادرة عن المنظمة في عام 2019 وفي المبادئ التوجيهية الصادرة عنها بشأن علاج داء المثقبيات الأفريقي البشري. ويُعدّ هذا الجزيء علاجاً من الخط الأول للمرض في مرحلتيه الأولى والثانية غير الوخيمة. وينبغي إعطاؤه للمريض لمدة 10 أيام في غضون 30 دقيقة بعد تناول وجبة صلبة من الطعام وتحت إشراف موظفين طبيين مدربين. وهناك تجربة سريرية جارية حالياً بشأن استعماله لعلاج داء المثقبيات الأفريقي البشري الروديسي.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص

أقامت المنظمة في عامي 2000 و2001 شراكات بين القطاعين العام والخاص مع شركة أفينتيس فارما (المعروفة الآن باسم سانوفي) وشركة باير هلثكير، ممّا مكن المنظمة من وضع برنامج تتولى قيادته لمكافحة المرض وترصده، مقدمةً بذلك الدعم للبلدان الموطونة به في الاضطلاع بأنشطة مكافحته والتزوّد بأدوية علاجه مجاناً.

وأُعيد تجديد الشراكة في الأعوام 2006 و2011 و2016 و2021. وبفضل النجاح المُحقق في تقليل عدد حالات الإصابة بمرض النوم والإمكانيات الفعلية للتخلص منه، فقد تشجع شركاء آخرون من القطاع الخاص على دعم مبادرة المنظمة الرامية إلى التخلص من المرض بوصفه من مشاكل الصحة العامة والمرحلة التالية الرامية إلى التخلص من انتقاله بحلول عام 2030.
استجابة منظمة الصحة العالمية

تزود المنظمة برامج المكافحة الوطنية بالدعم والمساعدة التقنية اللازمة.

كما تزود المنظمة البلدان الموطونة بداء المثقبيات بالأدوية المضادة له مجاناً بفضل الشراكات القائمة بين القطاعين العام والخاص مع شركة سانوفي (البينتاميدين والميلارسوبرول والإفلورنيثين والفيكسينيدازول) وشركة باير هلثكير (السورامين والنيفورتيموكس). ويجري تجهيز الأدوية وشحنها بالتعاون مع إدارة اللوجستيات لمنظمة أطباء بلا حدود.

وفي عام 2009، أنشأت المنظمة مركزاً لحفظ العينات البيولوجية وإتاحتها للباحثين لتيسير استحداث أدوات تشخيص جديدة وميسورة التكلفة. ويحتوي المركز، الذي يستضيفه معهد باستور في باريس، على عينات من الدم والمصل والسائل النخاعي واللعاب والبول مأخوذة من مرضى مصابين بعدوى المرض بشكليه، وكذلك عينات مأخوذة من أناس آخرين غير مصابين بعدواه ممّن يقطنون مناطق موطونة بالمرض.

ودشنت المنظمة في عام 2008 مبادرة أطلس داء المثقبيات الأفريقي البشري لرسم خرائط التوزيع الجغرافي لجميع الحالات المبلغ عنها على مستوى القرى. ويجري تنفيذ هذه المبادرة بالاشتراك مع منظمة الأغذية والزراعة في إطار تنفيذ برنامج مكافحة داء المثقبيات الأفريقي. وهذا الأطلس عبارة عن قاعدة بيانات ديناميكية تضم بيانات جغرافية وأخرى وبائية جمعتها المنظمة بواسطة مساهمات مقدمة من البرامج الوطنية لمكافحة مرض النوم والمنظمات غير الحكومية ومعاهد البحوث.

وفي عام 2014، أُنشِئت بقيادة المنظمة شبكة معنية بتنسيق أنشطة مكافحة داء المثقبيات الأفريقي البشري لضمان تعزيز واستدامة الجهود الرامية إلى التخلص من المرض. ويشمل أصحاب المصلحة البرامج الوطنية لمكافحة مرض النوم، والجماعات المعنية باستحداث أدوات جديدة لمكافحة المرض، والمنظمات الدولية وغير الحكومية، والجهات المانحة.

وتتمثل أهداف برنامج المنظمة في التالي:
تدعيم وتنسيق تدابير المكافحة وضمان استدامة الاضطلاع بالأنشطة الميدانية؛
تدعيم نُظُم الترصد؛
ضمان إمكانية الوصول إلى وسائل التشخيص وأفضل العلاجات المُتاحة؛
دعم رصد العلاج ومقاومة الأدوية؛
إعداد قاعدة بيانات معلوماتية وتحليل البيانات الوبائية؛ بما في ذلك أطلس داء المثقبيات الأفريقي البشري الذي اكتمل بفضل التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)؛
ضمان إعداد كادر من الموظفين المتمرسين عن طريق توفير أنشطة التدريب؛
دعم البحوث الميدانية لتحسين أدوات التشخيص والعلاج؛
توطيد التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة المسؤولة عن مكافحة داء المثقبيات الحيواني، والوكالة الدولية للطاقة الذرية المعنية بمكافحة نواقل المرض من خلال تعقيم ذكور الذباب بواسطة الإشعاع. وقد عملت وكالات الأمم المتحدة الثلاث جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأفريقي لتعزيز برنامج مكافحة داء المثقبيات الأفريقي؛
تنسيق أنشطة مكافحة المرض ونواقله بالتعاون مع حملة الاتحاد الأفريقي لاستئصال ذبابة التسي تسي وداء المثقبيات من عموم أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى