لتكن قطر درسا مفيدا / علي الشريف

لتكن قطر درسا مفيدا
تابعت بالامس برنامجا حول مدى تاثر قطر بالحصار الخليجي المفروض عليها في كل الجوانب خلال ستتة اشهر من عمر هذا الحصار والقطيعة.
للامانه فان ما رايته مدهش للغاية فهذه الدولة الصغيرة بالمساحة الجغرافية باتت تتجاوز تبعيات الحصار بكل هدوء بل انها باتت تججه للاكتفاء الذاتي في اغلب امور الحياة علما بان اعتماد قطر كان بنسبة 90 بالمئة على ما نتستورده من منتجات من الدول التي تحاصرها.
في فترة الحصار كان البعض يعتقد ان قطر ستنهار سريعا لكن الواضح ان عدد المصانع ارتفع هناك بنسبة مئة بالمئة وان الصناعات القطرية بدات تعطي اوكلها فهي باتت تشمل اغلب احتياجات المواطن فالتصنيع بدا يشمل المواد الغذائية التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من الاكتفاء الذاتي مرورا بالاجهزة الكهربائية فالسجاد فالسيارات مما يعني باختصار انهم باتوا يصنعون كل شيء.
كان القصد من الحصار والمقاطعة هو الاضرار بقطر لكن رب ضارة نافعة حيت فكر اصحاب القرار هناك سريعا وتجاوزوا المحنه بفترة اقصاها ستتة اشهر دون ان يشعر المواطن القطري او المقيم هناك ان حصارا مفروضا عليهم.
الان وبعد ان بتنا نسمع ان هناك حصارا سيفرض على الاردن وسيتم ايقاف المساعدات التي كانت تتقاضها الدولة صار لزاما علينها ان نتجه الى انفسنا لنثبت اننا قادرون على الحياة دون مساعدات وصار لزاما علينا ان نتعملق جدا لنتجه باقتصادنا نحو الاكتفاء الذاتي فماذا ينقصنا.
صراحة لا ينقصنا غير الثقة بالنفس والايمان بالقدرات فالانسان والقوى العاملة موجوده والقدرات موجوده والاراضي الشاسعه موجوده والامكانيات البشرية الهائلة موجوده اضافة الى الخبراء والخبرات الذين يمكن لهم ان ينقلوا الا ردن الى مصاف الدول الاكثر انتجاية .
وكل ما نحتاجه ان يتوقف العقل الاقتصادي الاردني عن التفكير باليد المقطوعة التي يجب ان يشهد عليها ويستجدي وان يتوقف عن التذمر فاساس الاقتصاد القوي هو الارض والانسان .
يعتقد البعض بان الامر صعبا ولكنه اسهل مما يعتقدون فالاراضي الشاسعه لدينا يمكن ان توفر القمح وتصدره ايضا لنمثل اكتفاءا ذاتيا بهذا الصنف اما الاغوار فهي سلة الاردن الغذائية واذا ما كان الامر حول الانارة والمحروقات فاسالوا ارض الاردن عما تحويه من ثروات فهي ستجيب بامانه واسالوا اصحراء عما تحويه من شمس .
ربما يقرا البعض ويضحك ويقول انني حالم واحلم بالمستحيل ولا اعرف اين المستحيل اذا ما اردنا ان نخرج من واقعنا الاقتصادي ونجعل منه اقتصادا مرموقا .. والاغرب ان البعض يقول ان استخراج الثروات من باطن الارض ممنوع باوامر فمن الذي امرنا ان كنا دولة ذات سيادة وقرارها بيدها.
الامر اسهل مما نعتقد فقط لنفتح المجال الاستثماري بشكل اكبر ولنعقد شراكات مع غيرنا فالبيئة صالحة جدا لذلك ولنحفز المواطن الاردني على ان يكون منتجا لا مستهلكا ولنوجه الدعم للمزارعين بدل ان نوجه لهم التنفيذ القضائي ولنستفد اكثر من امكانياتنا لو كانت بسيطة حتى تكبر.
لا شك ان الجميع يدرك ان الشعب الاردن بكل اطيافه ساهم الى حد كبير ببناء مجتمعات وتعليم اهلها ونقلها الى الحياة المدنية والانسان الاردني يمتاز عن كثير بانه صاحب صبر كبير يعمل ويتعب وينتج اذا وفرنا له البيئة الصالحة.
صدقوني لا نريد مساعدات ولا نريد من احد ان يساعدنا ويمن علينا ويهددنا ويبتزنا بمثل هذه المساعدات كل ما نريدة فقط ان نتخذ القرار ونصبر قليلا فالذي جعل من قطر بلدا صناعيا بستتة اشهر يمكن ان يجعلنا بلد صناعيا مصدرا باقل من ذلك والذي جعل من قطر مدرسة بحسن ادارة الازمات حتما سيجعلنا مدرسة بفن ادارتها فهل نبدا… ومتى نبدا هنا المشكلة …وتحية الى قطر.
همسة قبل ان نعفي المستثمر الاجنبي من الضرائب ونفرضها على الاردني لنبدا باعفاء الاردني اولا …لنشجعه ونقف معه ونؤمن بقدراته ونوفر له الخبرات .. حينها لن نحتاج احدا… وللتاكيد انظروا لقطر ..ومن قبل تركيا … وسوريا الغارقة بالحرب ..ولديها اكتفاء بالقمح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى