غادرنا غضبان اسفا…

غادرنا غضبان اسفا…

د. #بسام_الهلول

…تعدد الحال هنا وحوا لتعدد احوال الايام صرفا وحول..من سني ما مضى وقبل مغادرته..حكى لي لما ضاقت عليه الاوطان على رحابتها طفق بحثا عن وسيلة عيش كريم يدرأ به سؤال اللئيم فأعطاه بعض معارفه ( كارت فيزيت)..الى صديق ( لبنيني)..لعله يجد طلبته عنده وما ان وصل بلدة نفط واتوقعت بالكاد ان نظر اليه صاحب فنادق في الهناك وترميزته( الفندقة يعلوها تاجا من الزندقة ولما كان ابراهيم رزقه الله بعافية في العافية بسطة في الجسم ..فعاجله صاحب الفندق ( وشّك منو سياحي)..ولكن ادلك على صديق لي صاحب( منجرة)..اظنه بحاجة الى شاب من مثلك وكان يومها قد فرغ من ديوان شعر له( تقاسيم على الجراح)..فقفل ابراهيم واجعل الى ارض مساقط الشباب ومدارج الصبا ليقتسم معهم امين الاوطان وكانوا اذاك ثلاثة الاديب الفيلسوف فايز محمود رحمه الله والاخر الاديب ممدوح ابو دلهوم رحمه الله..ليذهب الجمع الى حبيبنا وقرة اعيننا نحن اذ ذاك فالتقينا عند مطعم هاشم رحمه الله ومن اخلاق هاشم انه كان اذا رأى منا اننا اكملنا الفول وبقي الخبر يعاجلنا( بتصليحة)…وقص علينا القصص فعاجله ابو راكان لاتخف ولا تحزن( كلنا فدوى الاردن)..وغنى لنا بعض مقطوعة من اغنيات مغني الرجولة( فهد بلان)..والتي كانت تختتم( صح يارجال)..ورددنا خلفه( ابوه صح).. حنا للسيف( صح يارجال)…؟ ايوه صح…وبعد ان اسهب بموضعته وقفنا جميعا عند قولة صاحب الفندقة والزندقة( وسّك منو سياحي)… هو نفس ذلك الوجه بالامس( سائق التاكسي بالاجرة)..الذي اوى الى ظل حائط من حيوط ( دابوق)…ليفتتح نهاره بعلبة فول ممهورة بتوقيع ابو الضعفاء وابو طلبة الجامعة انذاك ( هاشم)…والذي كان يزاحم( هاشم الاول)..وما كان معروفا عنه يهشم الثريد..وهدا هاشم الفول…فعاجله فايز محمود لاتخف بعد ان قصصت علينا القصص( نحوت من القوم الظالمين وبينا هو اي سائق التاكسي خرج عليه رجل عليه علائم النعمة من وقد انتفجت اوداجه فنهر السائق( امشي من هوني)..هدا حي ( للكابرية)..وجاءته احداهن وظن انها ستريت على كتفه وكان يقودها كلبها( امشي من هوني)..وشّك غريب انت اكيد ( مش من هوني)…وحمل علبة فوله ثم طفق يبحث عن ظل لتناول مانسمع له هاشم فآوى الى ظل ( براكبة)..او( زينكو)..او بيت صفيح ليكمل ما قد فاته من حي( الاكابرية)…فجاءته تمشي على استحياء وعاجلته بكأس من الشاي لتساعده على ازدياد بعد ازدراء( بلد الكابرية)..الله اينما اجد الفقر والفاقة نجد الشهامة والنبل رغم ان( وشّه منو سياحي)…ذلك انه اي السائق تجمعه مع اناس رمز تلاوتهم( الادغام)…لا( الاقلاب)…
…كان راحلنا تتمثل قدرته على المساءلة والنقد بل وكان منفلتا من التنميط الثقافي..لقد اعاد العحلوني تأسيس ذاته ليبدا في تأسيس ذات مستقلة نفس اليك ماباعتني ولا استقالت..كان عطوفا لايرى لابن حرة عليه بدا…لقد كان ابو سلطان( علّة تأسيسية هي قوة البدء كما كانت النهاية التي تخيّن وجودها جعلت منه اسّا للانفصال..لم يأكل بأثدائه ذلك انه رضع من حرّة..كان رحمه الله افق كينونةلايكتفي تأمل المشهد بل يستشرف ايضا افق كينونة ابتكر فيها نمطا حيويا للتفكير في الفضاء العمومي…كان خطابه تنضيدافكريا بل كان( نابتة)..كنا اصطلح عليه في عالم الفلسفة وكان يمثل( النايضة)..التي تجاوزت خيبات هذا التراب..كان منخرطا بحق في هموم اردني وعصره وقضاياهما قادرا بل متمتعا بملكة القبض على واقع الوطن من خلال فكره..من هنا كان سرّ معاناته..لم يصالح وقنا ولا صنما..رضي بما كان عليه من حرب ضروس مع اقلام النفاق ومن كانت السلطة تمنيه ( الك في الهم بيضة)…وكثير ماهم..
بحق كان ابراهيم العحلوني يشكل( نابتة الاردن)…وكل مفكر خارج دائرة الاكابرية فهو ( نابتة)..والفيلسوف ( نابتة)..عزيز عليه ان يتقدم ابناء جماعة لحني الحقل فكان بحق اشبه بنبتة( الشبرق)…الذي يحول دون الادعياء حصاد الحقل وجنيه…ذبت حيا وطبت مفارقا…بابراهيم…نفتقدك…

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى