صناعة الفول وصناعة العقول / أسعد البعيجات

صناعة الفول وصناعة العقول

استطاع الحزب الحاكم في تركيا في السنوات السابقة ومن خلال أذرعه في الاعلام والإنتاج الفني ان يُعيد ثقة المواطن التركي بنفسه وبوطنه وبتاريخه وماضية من خلال الكم الهائل من المسلسلات التاريخية.

هذه الخطة لم تكن عبثية او عشوائية ولَم تأتي من أفكار مخرج متمدد في احدى الجزر يتناول عصير الليمون بالنعنع !

كان هناك برنامج وخطة محكمة لإعادة تأهيل المواطن التركي وبناء روح العزة والكبرياء التي عاشها اجداده .

شعور اَي مواطن في بالعزة والاستعلاء في بلده عامل ضروري جداً في بناء اَي بلد . لن تقدر ان تبني طوبه او تُحرك كريك رمل في اَي بلد ومواطنه مهزوز مهزوم مُهمش من قِبل حكومته او من يحكمه !

فكانت المادة والتمثيل والإخراج بشكل متقن يليق بماضي البلد وتاريخها العريق وفتح الأفق للجيل الحديث برؤية وسماع والاستمتاع بماضية والتركيز على مكارم الأخلاق من خلال مشاهد كثيرة مما ساهمت بشكل كبير في صناعة العقول .

طبعاً ما ذكر أعلاه لم يكن بمنعزل عن الجوانب الاخرى في الحياة التركية من بنية تحتية وتعليم وصحة وصيانة وحقوق المواطن !!!!

أمة بدون ماضي بالتأكيد سيكون حاضرها ومستقبلها الى الهاوية .

لذلك حرصت الدول الاستعمارية واذنابها من ولاة امرنا على تهميش ماضينا بكل الطرق من ثقافة الى مناهج تم تنخيلها من الماضي المشرف حتى الأسماء الكبيرة تم أستأصلها من جذورها الى خطبة جمعة تُفصل تفصيل على مقاس المستعمر .

في المقابل تم غسل ادمغة الموطن العربي بالمسلسلات الشامية والاراجيل والكبة النية والكبة بلبن وصحن الفول .
وكذلك المسلسلات المصرية والاستهزاء برجال الدين ورجال العلم . ومؤخراً قفز في مؤخرتنا الفراجين وبرنامج الشتم اليومي والسباب وعدم احترام الكبير.

خروج ٩٠٪؜ من الشعب التركي للتصويت هذا بحد ذاته فوز ونجاح ولها دلالاتها الكبيرة .
شعور المواطن ان صوته له دور في حماية بلده هو فوز ونجاح للجميع، شعور المواطن ان هناك وطن يجب حمايته.

من يعتقد ان اردوغان نجح كشخص او حزب فهو واهم …. الذي نجح هو الدولة والشعب !!!!!

بعكس المواطن العربي الذي ينتظر يوم الانتخابات حتى ينزل على العقبة او وادي شعيب …..

ليتمدد تحت معرش الدوالي، أمامه ارجيله تفاحتين وعلى يمينه شاي بنعنع وعلى يساره صحن البطيخ .

لانه على يقين تام ان صوته لن يتجاوز بقبقات ميه الارجيلة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى