لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
مع كل #مشاعر #الألم والغضب التي نشعر بها ونحن نتابع دون حول ولا قوة تدنيس #قوات #الاحتلال للمسجد #الأقصى واعتداءهم على أشقائنا المرابطين العزل من الشعب الفلسطيني، المعتكفين من أجل إقامة الليل وهو حق شرعي وقانوني لهم، إلا أننا نرى أن هذه الأفعال المنافية للأخلاق والظلم هي جزء من مرحلة #زوال_الكيان المحتل، التي نرى أن مؤشراتها قد تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة.
تتصف #حكومات_الاحتلال بالتطرف والعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني وجرائمهم الموثقة تدينهم، لكن الحكومة الحالية تختلف عن سابقاتها بسيطرة المتطرفين المغلفين بقناع التدين، ولذلك أصدرت تعليمات اقتحام الأقصى وطرد المرابطين دون أي اعتبار لأي دولة أو اتفاقية، وستستمر تجاوزاتها وإجرامها حتى تغادر كما غادر قبلها الكثير، ولكن الاختلاف عن الحكومات السابقة أن إجرام هذه الحكومة قد يؤدي إلى أحداث كبرى لا يمكن التنبؤ كيف سيحدث ونتائجه.
جريمة الاعتداء على مرابطي المسجد الأقصى وفق المنهج والمخطط اليهودي سيؤدي إلى اشتعال الصراع ليس مع الفلسطينيين فحسب، بل قد يؤدي إلى تدويل القضية وهو ما نراه في الصالح الفلسطيني، فهل يعقل أن يستمر الفلسطيني لوحده في الدفاع عن مقدسات المسلمين والبقية متابعين! لا يمتلك أحداً حق نزع مسؤولية تحرير فلسطين عن كاهل الدول العربية والإسلامية.
لا زال الفلسطينيين وحدهم فقط من يواجه الاحتلال الصهيوني، هي حقيقة أثبتها فعلاً الشعب الفلسطيني في تضحياته اليومية، رغم أنه واجب شرعي ديني يقع على كاهل جميع الشعوب الدول الإسلامية وحكوماتهم، التي لم تعد تقدم أي شيء، بل وتمنع حتى المظاهرات في عواصم العديد من هذه الدول، إلا إذا اعتبرنا بيانات الشجب والاستنكار هي أعلى درجات المسؤولية الأخلاقية للدول العربية والإسلامية في دفاعها عن القدس، رغم أن هذه الدول تمتلك الكثير من الأدوات القوية التي تستطيع استعمالها في هذا الصراع الديني مع اليهود، ولكن هيهات أن تستخدمها!
يجمع الخبراء في الصهيونية الدينية بأن هذه الاعتداءات ليست حدثاً طارئاً، بل هو جزء من مخطط يسعى الاحتلال للوصول له وهو جزء من حلمهم الديني بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى كما حدث ذلك سابقا في الحرم الإبراهيمي من تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، بحيث يتواجد المسلمون في أوقات الصلوات فقط وفي أماكن ومسارات محددة ومن ثم مغادرتهم، بينما سيتم تخصيص أوقات للمستوطنين اليهود في ممارسة انحرافاتهم الدينية المزعومة في “جبل الهيكل” كما يزعمون باطلاً، وقد حاولت سابقا قوات الاحتلال فرضه وفشلت، ولكنها هذه المرة تعمل بنفوذ القيادات الدينية المتطرفة في حكومة الاحتلال التي تدعم بلا هوادة هذه التصرفات غير الأخلاقية.
في الجانب السياسي، من ينتظر موقف أمريكي لوقف هذه الاعتداءات فهم ينشرون الوهم في عقول من يثق بهم، فالموقف الأمريكي من الكيان الصهيوني زاد وضوحا خلال أحداث تعديل قوانين القضاء مؤخرا، فقد تدخلت أمريكا فقط عندما تمت إقالة وزير الدفاع “غالانت” في حكومة الاحتلال، وقد كان خطابها واضحاً وعملت على إلغاء القرار من أجل استقرار جيش الاحتلال، وهو الأداة التي تنفق عليها أمريكا بسخاء لتحقيق مخططاتها في المنطقة العربية، فقط هذا ما يعني أمريكا، بقاء جيش الاحتلال بحالة قوية، أما الإجرام بحق الشعب الفلسطيني فهو لا يأخذ من وقتهم شيئاً أكثر من بيانات تساوي فيها الضحية بالجلاد عندما تتجاهل إجرام الاحتلال وتركز على صواريخ المقاومة!
من ناحية أخرى، نرى أن زيادة التطرف الصهيوني المغلف بطابع ديني وما حدث في المسجد الأقصى لن يمر مرور الكرام، فقد أثبت الشعب الفلسطيني في مواقف سابقة أنه ينتقم ولو بعد حين، ولذلك فإن الكثير من شباب المقاومة الفلسطينية سيكررون ما فعله المجاهد الشهيد خيري علقم، وسيدفع الكيان المحتل ثمن التطرف الديني الذي يقوده “بن غفير”
في الختام، لا يمكن أن نفصل رأينا المجرد عن معتقدنا الديني، فنحن شعوب مؤمنة عقيدتنا الإسلام ومصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد حددت هذه العقيدة انحرافات اليهود في تاريخ البشرية، والله -سبحانه وتعالى- العادل وعد بنصرة القلة المستضعفة من المؤمنين، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الأنفال 26).
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com