لكل أجل كتاب

لكل أجل كتاب
#موسى_العدوان
في شقاء #الطفولة، بأوائل الخمسينات الماضية، كنت بعمر العشر سنوات، وكان يعمل في مزرعة والدي شاب مزارع غزّاوي اسمه عبد.
كنا نحن الصغار من أجيالي نبحث عن اعشاش العصافير، لنأخذ صغار الطيور ونربيها في اقفاص لدينا، ونشويها بعد أن تكبر ثم نأكلها.
كانت اسقف المنازل التي تُبنى في الغور ، من الطوب الطيني وتُسقف بالقصيب محمولا على عراضيات خشبية، تبرز أجزاء منها خارج الجدران. وكانت العصافير تنقر حول تلك الخشبات من الخارج، لتجد لها ملجأ تبني اعشاشها به.
اقترح علي المزارع عبد أن ارتقي السلم الخشبي المتنقل، حتى أصل إلى احد تلك الأعشاش في منزل والدي واستخرج ما به من عصافير صغيرة.
وعندما صعدت إلى أحد الأعشاس، مددت يدي الصغيرة إلى العش في داخل الحفرة الفوقية، وإذ بي أحس بملمس ناعم. سحبت بدي بسرعة وقلت للمزارع عبد : يوجد شيء ناعم في العش، فقال : هذا لحم العصافير الصغيرة، ارجع مد ايدك واخرج مت بداخل العش.
فعلا عدت ومددت يدي من جديد في العش المظلم، وسحبت ما وقعت يدي عليه، وعنما ظهر أمامي وإذ به أفعى رقطاء، جاء مسكي لها من وسطها.
وحين شاهدتها صعقت وانحدرت عن السلم مسرعا بلا وعي قائلا بأنها افعى. فارتقى السلم رفيقي المزارع، واستخدم عصاه لإخراجها من ذلك العش، فكان طولها أكثر من متر، وقضى عليها.
وعندها تأكدت بأن الأعمار بيد الله، و أن #الأعمار بيد الله عند عزيز مقتدر. وهذا الأمر اعتمدت عليه في حياتي العسكرية، وفي العمليات الحربية والأمنية التي شاركت بها، مؤمنا بأن #لكل_أجل_كتاب، وكما جاء في قوله تعالى:
” وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ “.
التاريخ : 24 / 11 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى