لقيط الوحل وحبوب منع الحمل / نداء أبو الرُّب

لقيط الوحل وحبوب منع الحمل

من منا لم يتأثر بصورة اللقيط المؤلمة الذي تم العثور عليه قرب جدار مصنع بجانب جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، بشاعة المنظر لم يكن كونه لقيطاً طفلاً بل جنيناً ربما عمره أربع شهور أي أنه تم إجهاضه مع سابق الإصرار والترصد، من يتأمل عدم اكتماله ونضوجه يرتعب من هول هذه الجريمة اللإنسانية، وربما من حقنا أن نتساءل لماذا تم إجهاضه بدلاً من عدم الحمل به من الأساس؟؟

في كل مرة أشاهد فيها صورة لقيط أتعجب لماذا لم يفكر ملياً من قاموا بإنجابه باتخاذ إجراءات الوقاية واستخدام حبوب منع الحمل بدلاً من قذف طفلٍ ضعيف إلى الوحل؟! غالبا ما يذهب تفكيرنا إلى أنّ هذا اللقيط هو نتاج فاحشة ورذيلة، ولكن ربما هو أيضاً ضحية أبويْن فقيريْن مستهتريْن وجدا في التخلص منه خير وسيلة لتغطية جهلهما بوسائل منع الحمل التي تقلل من هذه الكوارث وتجنبنا في كل مرة العثور على أطفال أو أجنة لا حول لهم ولا قوة….

يعتقد بعضنا أن أشد من يتأثر بهذه الجرائم المؤلمة هم المتزوجون الذين اختبروا معنى الأمومة أو الأبوة، وأدركوا قيمة آية المال والبنون زينة الحياة الدنيا، لكن ماذا عن الذين لم ينجبوا الأطفال؟ من يعانون من عقمٍ ومرض عضال؟ من يتمنون رؤية طفل في منازلهم يمرح ويلعب؟ من أنهكتهم سنين العلاج دون أمل للإنجاب حتى بدأت أرواحهم تضمحل وتتعب؟ إذا كان نصف هذا العالم يضحك فالنصف الآخر يبكي، وإذا كان نصفه مستهتراً يقتل أطفاله دون رحمة، فالنصف الآخر يعتبر وجود الأطفال أكبر هبة من الرحمن ونعمة…وفي كل الأحوال إن أفلت الجناة من عقاب الدنيا، فعند الله ما من شيء يضيع كله مكتوب ومحفوظ عند خالقٍ لا ينسى…

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى