لقاء مع الرئيس / عمر عياصرة

لقاء مع الرئيس

في نهاية الاسبوع، التقى رئيس الوزراء مجموعة من الكتاب الصحفيين، وهو الاول مع الاعلاميين، حضره نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر، وجمانة غنيمات ايضا.
الرزاز مستمع جيد، واسع الصدر، يدوّن كل الملاحظات، يتفاعل معها جسديا، فالدردشة معه مريحة رغم انفنا، لكن في المقابل لم يقدم لنا اللقاء معلومات جديدة او فارقة.
في الاعماق، وحين تراقب من كثب، تلمس ان الرئيس وفريقه غارقون في البعد الاقتصادي، يستنفرون كل ملكاتهم لمواجهة الازمة الاقتصادية، فشعرت ان السياسة غائبة وانه غير مهتم.
في موضوع الاصلاح الاقتصادي الحكومة تتحدث بالعموميات، تتلمس طريقها التفصيلي، فالارقام تحاصرها بزخم وسلبية كبيرة وعميقة.
ولعل سردية المعشر، حيث تحدث عن نفقات الحكومة البالغة 9039، منها 6 مليارات رواتب وتقاعدات وخدمة مديونية، تثبت معضلة الحكومة وحدود حركتها.
قانون الضريبة اصبح جاهزا يحتاج الى تسويق، لكن للامانة شعرت بقلق الرئيس تجاه القانون، وردود الفعل المحتملة حوله، واعتقد انه يأخذ من باله جزءا كبيرا وترددا واضحا.
الرزاز تحدث عن محاور ومبادرات، يتجنب الخطة والبرنامج العام، يريد تحسين الخدمات الحكومية، ويرغب بشكل جدي بتطوير مستوى معيشة المواطن.
لن ادخل في تقييمي الانطباعي عن قدرته في حلحلة الازمة الاقتصادية، فلم ألمس تغييرا في النهج الا بالحدود الدنيا، فمحاولاته لا تختلف عن سابقاتها لكن بهمة وتدخل مباشر منه.
ما يقلقني ان الرئيس لم يتحدث عن الاصلاح السياسي كثيرا، ولم اشعر انه يربط قدرته العامة على مواجهة كل الملفات بمشروع سياسي، فتلك مسألة تقلقني للامانة.
علينا ان ننتظر، واول المطبات للحكومة سيكون قانون الضريبة، ثم سنراقب مبادرات الرئيس، فتوقعات الناس باتت عبئا، والرئيس لا زال يتموضع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى