لغز خاشقجي / وليد عبد الحي

لغز خاشقجي

غياب الصحفي والمستشار السابق في المخابرات السعودية جمال خاشقجي اثار حفيظة وفضول الساسة والعامة على حد سواء، ويمكن التوقف عند بعض الملاحظات:
أولا: المؤكد وطبقا لكافة الدلائل ان الرجل دخل القنصلية السعودية في تركيا بشهادة ” خطيبته” وشهادة الجهات التركية والصورة التي بثتها تركيا من خلال الكاميرات ، ناهيك عن عدم نفي السعودية دخوله.
ثانيا: هل خرج الرجل ام لا من القنصلية ؟ تركيا تؤكد عدم خروجه وخطيبته تؤكد انها بقيت تنتظره باب القنصلية ولم يخرج بعد قرابة 3 ساعات..فاين ذهب، وكيف ؟
1- فرضية انه قتل داخل القنصلية وتم دفنه في ساحة القنصلية وبشكل متقن ومحكم
2- فرضية ان الرجل تم تخديره واخراجه من القنصلية داخل سيارة دبلوماسية وتم نقله عبر الحدود البرية بتلك السيارة التي لا يجوز تفتيشها طبقا لاتفاقية فيينا 1961 الخاصة بالبعثات الدبلوماسية، وقد يكون تم نقله عبر الاراضي العراقية الى السعودية وبتعاون جهات معينة او احزاب او عبر رشى شديدة الاغراء داخل العراق لايصاله للحدود البرية العراقية السعودية( وهو نفس السيناريو الذي جرى مع المعارض السعودي السابق ناصر السعيد عند نقله من لبنان الى السعودية )
3- فرضية ان الرجل تم اخراجه من القنصلية بالطريقة السابقة(عبر سيارة دبلوماسية) وتم قتله في تركيا ومواراة الجثة في مكان ما..
ثالثا: الموقف السعودي: من المتوقع تماما ان تنفي السعودية اية مسئولية عن الحادث، والأرجح ان السعودية ستحاول :
أ‌- اتهام جهات معينة مثل ايران (او قوى قريبة منها) واتهامها بأنها خطفت او قتلت خاشوقجي لزيادة تأزيم العلاقة التركية السعودية فوق تأزمها.
ب‌- قد تميل جهات سعودية لمحاولة اتهام جماعة فتح الله غولن ، وهو ما قد يجد هوى لدى الرئيس التركي أردوغان .
4- الموقف التركي: من الأرجح ان تكون تداعيات الموقف التركي مرتبطة بما يتم الكشف عنه( إذا تم الكشف اصلا عن مصير الرجل)، فإذا ثبت لدى السلطات التركية ان الفاعل هو السعودية فالامر قد يصل حد قطع العلاقات الدبلوماسية او تخفيضها بين البلدين
5- فرضية ان يتكرر سيناريو الامام اللبناني موسى الصدر مع ليبيا زمن القذافي ، أي ان يبقى مصير الرجل غامضا، وتطوي حكايته الايام والوقائع الدولية المتلاحقة.
رابعا: ما يعزز الشكوك في الدور السعودي هو نمط إدارة العلاقات السعودية الدولية منذ صعود ولي العهد الامير محمد بن سلمان ( اعتقال ابرز افراد العائلة، اعتقال رجال الدين المرموقين في المجتمع السعودي، تأزيم العلاقة مع قطر، طريقة فرض الاستقالة على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واحتجاز رجل الاعمال الأردني صبيح المصري ، واعتقال بعض النساء السعوديات من اللائي ينشطن في مجال حقوق الانسان، ثم النزق في إدارة العلاقة مع كندا وألمانيا، ناهيك عن الحرب اليمنية والتذبذب في المواقف السعودية في أكثر من شأن دولي او اقليمي او محلي).
على اية حال ، قد يكون غدا لناظره قريب…ولكنه قد يكون أبعد كثيرا مما نعتقد…ربما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى