لغز الرقم”72″ في تبرعات “أثرياء الأردن”

سواليف
تجنب ناشط نقابي أردني معروف هو المهندس ميسرة ملص المفردة “الدبلوماسية” التي استعملها رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم الكباريتي عندما يتعلق الأمر بـ”التبرعات ” خاصة لصالح مواجهة فيروس كورونا بنسخته الأردنية.
قالها ملص بتعليق إلكتروني على صفحته التواصلية لا يخلو من الخبث السياسي : ..”بدهم ريتز كارلتون”.

تلك عبارة “مؤلمة” سياسية تحاول طبعا إستدعاء تجربة سعودية حصريا عاشها الملياردير الفلسطيني الأردني صبيح المصري قبل أن يظهر منذ أسبوعين بعبارة تناشد “الأثرياء لدفع تبرعات” لصالح وزارة الصحة قال فيها..” مدوا أيديكم في جيوبكم وادفعوا”.

لليوم الرابع على التوالي تقف لجنة”همة وطن” التي شكلت لجنة برئاسة الكباريتي وعضوية المصري وغيرهما عند الرقم”72″ مليون دينار لصالح مواجهة تداعيات الفيروس.
واضح تماما أن سقف الرقم لا يرضي لا الدولة الأردنية ولا اللجنة نفسها ولا حتى الشارع.
الأوضح أن حيتان عمان وكبار مصرفييها يتداولون المخاوف من حملة تسليط الضوء على ضعف وازع التبرع ،وإن كان بعض النقاد يدافعون عن “غير المتبرعين” من أصحاب المال ورموز القطاع الخاص بالإشارة إلى الرغبة بالعلم مسبقا بـ”أسس الإنفاق”.
وهي أسس بكل حال أعلنها محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز ولا تصلح كذريعة لحجب التبرعات.
واعتبر الكاتب والإعلامي أسامة الشريف على صفحته أن رقم التبرعات ضعيفا ،وقال عبارة لا تقل خشونة عن عبارة ملص..” يا عيب.. عامل سوري عاطل عن العمل يتبرع بـ1000 دينار “.
كلمة عيب الشوم بالشعبية الدارجة تربعت بوقار على عرش صفحات ومنصات التواصل.

الوزير السابق والكاتب أيضا محمد داوودية، اشعل التواصل بتقييم مختلف عندما لفت النظر إلى عبارة أعلنها الكباريتي بدبلوماسية لافتا إلى أن”الوطن سيمر بأحلك الظروف”.

التحدي “المالي” يبدو جديا ،والدولة الأردنية”مهتمة جدا” والنقاش حول “ضعف تبرعات الأثرياء” من الأردنيين وبالتالي ضعف مشاركتهم في “أزمة البلاد” اشعلتها عمليا لليوم الثالث على التوالي عبارة تقييمية للكباريتي الذي قبل التكليف بأن يتولى بإسم الجهاز المصرفي جميع التبرعات لمقاومة كورونا.
الكباريتي قال بأن عددا كبيرا ممن اسماهم بـ”الميسورين” “لم يتبرعوا بعد”.
تلك كانت دعوة ضمنية لها دلالاتها بتوقيع مخضرم من وزن الكباريتي لإن يتبرع المؤهلون للتبرع”أفضل لهم وللناس وللجميع” حسب أعضاء في اللجنة.
وهنا يبدو أن الرقم 72 مليونا من الدنانير “مخيب فعلا لآمال اللجنة” التي تدير صندوق “همة وطن” .
وقد تعبر عن ذلك مقالة لعضو اللجنة نائب رئيس الوزراء الأسبق جمال الصرايره الذي دعا عصر الثلاثاء “النفوس الأبية” المحبة للوطن للمسارعة في دعم هذا الصندوق والوقوف مع قيادتنا الهاشمية وحكومتنا الرشيدة في جهودهم المبذولة لمكافحة هذا الوباء.
خاطب الصرايره أيضا الأغنياء قائلا: “ولنحقق أرقى صور التكافل الاجتماعي وأبهاها، ولنردد بعدها مقولة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه “سنحيا بعد كربتنا ربيعًا كأنّ لم نذُق بالأمسِ مُرّا”.
حجم إنزعاج اللجنة من الرقم ظهر مع السؤال الأول في ما نشره الصرايره: ولكن..”هل يكفي المبلغ المجموع لتحقيق الأهداف التي تم إنشاء الصندوق من أجلها؟”.
منطقيا يفترض بمن يملك مالا في الأردن “إلتقاط الرسالة” ليس فقط لأن الحكومة اعلنت مسبقا بأن أسماء كبار المتبرعين ستنشر في الجريدة الرسمية.
ولكن لأن شخصيات مثل الكباريتي والصرايره والمصري بدأت تتوسع في توجيه “النصائح” بين الأسطر حيث رموز المعارضة وليس الموالاة في النقابات المهنية تتحدث عن نسخة أردنية من “ريتز كارلتون” السعودي وإن كان الأردني “لا ولن يفعلها” بكل الأحوال دون أن يعني ذلك “عدم وجود وسائل” أخرى مستقبلا إذا لم يتحرك أصحاب المال الكثير”.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى