لعنة العقد الثامن
لعل ما يحدث في قطاع #غزة يبين لنا ما يعانيه البيت الداخلي الاسرائيلي من أزمة داخليه تبين حجم التخبط وعدم الاتزان في قراراتها بل تعكس أنها #عصابة وليست دولة ومنها الأزمة الداخلية التي حدثت قبل عدة شهور والتي كان سببها التعديلات القضائية التي تشددت حكومة #نيتنياهو تطبيقها والتي تقيد فيها قرارات الحكومه بمواجهة المحكمة العُليا وما تبعه من مسيرات رافضه في الشارع الإسرائيلي وما يحصل الان فطبيعة الأهداف المستهدفه في قطاع غزة جميعها ليست عسكرية وتُنم عن ارتباك وعدم تخطيط وتخبط في أولويات وأهداف الحرب التي تتغير بشكل يومي .
هذا كله يفسر حالة تاريخية يشعر بها المتدينين اليهود والمرتبطين جدا بالرواية التاريخية التي تُراقب جيداً التسلسل التاريخي لبناء دولة اسرائيل ومنهم رئيس الوزراء السابق أيهود باراك فهي بكل تاريخها لم تتجاوز الثمانين عاما مما أشعرهم بلعنة هذا العمر فمملكة اسرائيل الأولى لم تدم سوى ثمانين عاما مقسمه بين ٤٠ عاما في عهد داوود و٤٠ عاما في عهد سليمان وبعدها حاول رحبعام بن سليمان الاستمرار بالدولة لكنها انهارت بعمر الثمانين وانشقت هذا الدولة لأسباط تحت حكم رحبعام وأسباط تحت حكم يربعام بن ناباط والدولة الحشمونية التي انهارات أيضاً بعمر الثمانين عاماً.
الشاهد هنا أن من يقرأ التاريخ جيداً ويُمحص بالروايه التاريخيه الاسرائيليه وهي الان بعمر ٧٥ عاما يرى أن الظروف التي حصلت بتلك الفترة متشابهه الى حدٍ ما منها تحول المجتمع الاسرائيلي إلى يميني ديني مُتطرف وافرازه لحكومة يمينية مُتطرفه ترفض الاخر وتُريد بناء دولة قومية دينية ترفض كل من هو ليس من ملتها وتلفض خارجها أي شخص لايدين باليهوديه ويجب أن يكون أبعد من ذلك لحد التطرف، فأوجدو غطاء تشريعي ينظوي تحت جناح قانون قومية يهودية يبين أن اسرائيل لليهود فقط وكل من هو ليس يهودي يجب أن يغادرها بالوقت الذي تتشدق بديموقراطية الدولة على الرغم من وجود تيارات سياسية ترى هذا القانون بداية انهيار الدولة.
إن أردنا أن نربط ذلك بعلم الاجتماع فهو يمثل تقسيم ابن خلدون بتقسيم الدولة لأطر زمنيه فهي تمثل الدولة العجوز الهرمة الضعيفه وتاريخيا بلعنة العقد الثامن واسقاطها شخصياً فهي تتصرف كما هي الان فيها حربها ضد القطاع بأنها مريضه مرض الموت والذي يُنبأ بدنو الأجل .