لعلها استراحة
حين أرخيتُ لقلبي المزامير؛ أيقنتُ أن الألحان قادمة..من كلّها؛ أتعربش فوق لحنٍ واحد أريده ولا أريد سواه..هذا اللحن إن وضعتُ رأسي بحجره وأغمضتُ عينيّ على صوته؛ قبضتُ على العالم وشكلته كيفما أريد بأصابعي كأنه معجونةٌ لا تنشف إلا بناري.
قلتُ هذا الكلام الذي يشبه (الهذربة) لـ((الأرفل)) الذي كان ينظر إليّ بعينين ضاحكتين وبنفس الوقت مشدوها مما أقول..ولكنه حينما سكّتُ مدّ يده على أذني وشدها..وقرصني قائلاً: ولك مالك؟؟ شو صايرلك؟؟ رومانسي وذايب ذوب !!!
ضحكتُ من قهري: أي رومانسة يا أرفل..؟! نحن في الشرق لا نعرف الرومانسية رغم أننا عاطفيون..ولكن الحكاية معي أني مللتُ السياسة..مللتُ اللهاث خلف الخبز..مللتُ العنف اليومي..مللتُ الثرثرة المكرورة بلا داعي وبلا شأن..مللتُ المجاملات المفضوحة..مللتُ الصراخ المجاني..مللتُ الرقود على بيض الغير..مللتُ التلويح بالرجولة التي لا تنكشف على أحد..مللتُ حتى من (السردين) المفروض عليّ كأنه (فرض صلاة)..! فقلتُ لنفسي اسرح بخيالي قليلاً لعلي أجدّد نشاطي الذهني..بس وما فيش غير هيك..
ازداد اندهاش الأرفل ..وقال لي : لاااا ..انت اليوم ما بنقعد معك ..خليني اروح اشوف غيرك..الأحداث كثيرة وعلى قفا من يشيل وأنت نازل بمزامير وألحان ..باي حبيبي باي..
لعلها استراحة ..كرهتُ (أبو السياسة)..